دعا الصندوق العالمي للطبيعة المواطنين في تونس ومختلف بلدان العالم إلى المشاركة، اليوم السبت، في فعالية « ساعة الأرض » من منازلهم من خلال إطفاء الأضواء وإضاءة شمعة من الساعة 8:30 إلى 9:30 مساء تضامنا مع جميع المتضررين من فيروس كورونا وللتحسيس بأهمية المحافظة على هذا الكوكب وترشيد استهلاك الطاقة. وتحتفي بلدان العالم بساعة الأرض سنويا كل آخر يوم سبت من شهر مارس، وذلك من الساعة 8:30 الى 9:30 مساء بالتوقيت المحلي لكل بلد. وتهدف فعالية « ساعة الأرض »، التي أطلقها الصندوق العالمي للطبيعة منذ سنة 2007، إلى إطفاء أضواء المنازل والمؤسسات والأجهزة الالكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة للتحسيس بخطورة التأثيرات المناخية. وتشارك دول العالم في ساعة الأرض من خلال إطفاء أضواء أبرز معالمها على غرار أوبرا سيدني في أستراليا وبرج خليفة في دبي وبرج إيفل في باريس وناطحات السحاب في هونغ كونغ… كما يشارك في هذه المبادرة أكثر من ملياري شخص في نحو 7 آلاف مدينة في العالم. ورغم الوضع الاستثنائي الذي يعيشه سكان الأرض وتفشي فيروس كورونا الذي ألزمهم البقاء داخل بيوتهم لعدة أسابيع، قرر الصندوق العالمي للطبيعة الاحتفال بساعة الأرض في كل أنحاء العالم، بعد ظهر السبت، من خلال حشد كل الخبراء والمجتمع المدني على الأنترنات للنقاش حول أهمية حماية الأرض والحد من التغيرات المناخية. ونظّم الصندوق العالمي للطبيعة في تونس، بدوره، بالتعاون مع جمعية ساعة الأرض تونس، سلسلة من المؤتمرات الرقمية تحت عنوان « محادثات الباندا الافتراضية » لجمع الخبراء الوطنيين والمتدخلين في المجال البيئي والمجتمع المدني وكذلك العموم لمناقشة مختلف التحديات البيئية. وحثّ الصندوق العالمي للطبيعة في تونس على المشاركة في هذه المؤتمرات الرقمية التي ستلتئم من الساعة 5:00 إلى 6:30 من مساء اليوم السبت، لمناقشة تأثيرات التغيرات المناخية والتحديات التي تواجهها تونس في الإيفاء بالتزاماتها وتنفيذ المساهمات المحددة وطنيا بالإضافة إلى آليات الانتقال الطاقي. ويذكر أن فيروس كورونا « كوفيد – 19، الذي ظهر أول مرة في مدينة ووهان الصينية، اجتاح العالم وتسبب في وفاة آلاف الأشخاص وايقاف النشاط الاقتصادي والاجتماعي في العالم منذ عدة أشهر. ويتواصل فيروس كورونا في الانتشار في مختلف القارات ليتجاوز حاليا عدد الاصابات نصف مليون حالة كما أجبر أكثر من ثلث سكان العالم على البقاء في منازلهم. تجاوزت حالات الإصابة في أمريكا، وفق خريطة أعداد فيروس كورونا لليوم السبت، حاجز 100 ألف لتحتل المركز الأول في قائمة المصابين، ويليها إيطاليا 86.498 حالة، والصين في المركز الثالث 81.947 حالة، وإسبانيا في المرتبة الرابعة 65.719 حالة ثم ألمانيا في المركز الخامس بمجموع 50.871 مصاب. وأشارت عدة تقارير دولية الى تقلص التلوث في الهواء إثر إغلاق المصانع وخلو الشوارع خاصة في أكبر المدن الصناعية وبالتالي أصبحت الأرض المستفيد الوحيد من فيروس كورونا. وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، في فيفري 2020، تراجعا كبيرا في مستوى تركيز ثاني أكسيد النيتروجين الناجم بشكل رئيسي عن المركبات ومراكز إنتاج الطاقة الحرارية، في مدينة ووهان الصينية منشأ وباء كورونا المستجد.
ورغم عدم وجود صلة مباشرة الى حد الآن بين معدل وفيات فيروس كورونا ومستوى تلوث الهواء، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الدول التي تسجل مستويات معتدلة فمرتفعة لتلوث الهواء هم أكثر عرضة للوفاة (أكثر بنسبة 84 بالمائة) بفيروس « سارس » الذي تفشى سنة 2003.
ويذكر أن فيروس كورونا يتشابه مع فيروس « سارس » نظرا لتسببهما في فشل تنفسي في الحالات الشديدة.