فازت رواية »تغريبة القافر » للكاتب العماني زهران القاسمي بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السادسة عشرة (دورة 2023) وهي رواية صادرة بالاشتراك بين دار النشر التونسية « مسكلياني » ودار النشر السعودية « رشم ».
ويعد هذا التتويج نجاحا آخر ينضاف إلى داري النشر « رشم » و »مسكلياني » إذ سبق لهما الفوز العام الماضي بالبوكر أيضا عن رواية »خبز على طاولة الخال ميلاد » للكاتب الليبي محمد النعاس.
وتم الكشف عن الرواية الفائزة، في حفل جرى أمس الأحد في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، على غرار الدورات السابقة، في إطار فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام هذا العام من 22 إلى 28 ماي 2023.
واختيرت رواية تغريبة القافر من قبل لجنة التحكيم من بين الروايات التي ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين 1 جويلية 2021 و30 جوان 2022، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر والسعودية والعراق وعُمان وليبيا ومصر. حيث كان الكتّاب الذين ترشحوا للقائمة القصيرة، الصديق حاج أحمد وأزهر جرجيس ونجوى بن شتوان وميرال الطحاوي وفاطمة عبد الحميد وزهران القاسمي. وتلقى كل من المرشحين الستة جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أميركي.
وتم اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم يترأسها الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، وتتضمن في عضويتها كلاّ من الأكاديمية والروائية المصرية ريم بسيوني، والأستاذ الجامعي والمترجم السويدي « تيتز روك »، والكاتبة والأكاديمية العُمانية عزيزة الطائي، والروائية والباحثة والصحافية الجزائرية فضيلة الفاروق.
وخلال حفل الإعلان عن الفائز بالجائزة قال محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم إن اللجنة اختارت رواية تغريبة القافر للفوز بالجائزة « لكونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة ».
وأوضح أن الكاتب قدّم للقارئ هذا الموضوع « من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، وذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دوراً أساسياً في حياة الناس وفي نفس الوقت تثير نفورهم وتخوّفَهم ». وبين أن الكاتب استطاع أن يقرّب القراء « من مسرح غير مألوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، هو مسرح الوديان والأفلاج في عُمان وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وبثقافته ».
وتدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. وتقع أحداث الرواية في عالم الأفلاج، النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً الذي دارت حوله الحكايات والأساطير. ويطرح الكاتب سؤالاً مهماً على القارئ: ماذا لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها؟ وقد ارتبطت حياة القافر منذ ولادته بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي القافر سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً. ووفق لجنة التحكيم فإن « تغريبة القافر رواية تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم ».
وات