« دون كيشوت يونيفرسال »، كتاب جديد صادر عن دار « أنطونيو ماتشادو » للنشر، وهو عبارة عن نسخة من الرواية العالمية « دون كيشوت » للكاتب العالمي « ميغال دي سرفانتس » محكية بلغات العالم، منها العربية التي تولى ترجمتها الجامعي التونسي الدكتور رضا مامي.
وفي حديثه عن المشاركة التونسية المميزة في ترجمة هذا الأثر العالمي بين رضا مامي أستاذ الحضارة والآداب الاسبانية بجامعة منوبة، في اتصال مع (وات) أن صدور الكتاب جاء بمناسبة إحياء الذكرى 400 لوفاة الكاتب الكبير ميغال دي سرفانتس (1547-1616)، موضحا أنه وقعت ترجمة كل فصل من فصول رواية « دون كيشوت » إلى لغة فجاءت مشكلة من 150 لغة بين لغات عالمية حية ولهجات منها 50 لغة تترجم نحوها رواية سرفانتس لأول مرة.
وأوضح مامي أنه تولى ترجمة الفصل 66 من الجزء الثاني لهذا الأثر معربا عن فخره لاختياره، دون غيره، من العالم العربي للإسهام في هذا الإنجاز العالمي الهام لتأكيد حضور اللغة العربية وتميزها باعتبارها لغة حية من جهة، ونظرا لعلاقتها الوطيدة بميغال دي سرفانتس من جهة أخرى.
وأعرب عن سعادته لأنه كان من أول المترجمين الذين اتصل بهم القائمون على هذا المشروع، ومن بينهم المنسق العلمي لهذا الإصدار الجديد « خوسيه لوسيا ماخياس » رئيس الجمعية العالمية للمختصين في أدب سرفانتس، حيث تم إعطاء التونسي رضا مامي أولوية اختيار فصول الرواية التي يرغب في ترجمتها.
وقال انه اختار الفصل 66 بالذات المتزامن مع نهاية الرواية، لأهميته، حيث يفيق دون كيشوت من الحلم ويعترف بضعف الإنسان أمام الأقدار لكنه لا يندم على الصراع الذي خاضه لأن الحياة صراع بالنسبة إليه. وعند الاعتراف بهذه الحقيقة يسير سرفانتس نحو فراش الموت. وشدد مامي على قيمة هذا الفصل الذي يتحدث فيه سرفانتس عن الحياة والحب والزمن ويتفطن فيه إلى الفرق الموجود بين الحلم والواقع.
وعن اختياره بالذات لتمثيل الحضور العربي والمساهمة في صياغة هذا المؤلف، أشار مامي إلى أن علاقته وطيدة بكتابات الشاعر والكاتب المسرحي والروائي الكبير سرفانتس وخاصة روايته « دون كيشوت » وهي علاقة متينة تعود إلى أكثر من 30 سنة حين كان يعد أطروحة الدكتوراه في مدريد وتواصلت بعد تخرجه وانطلاقه في تدريس مادة الأدب الكلاسيكي، وتحديدا رواية دون كيشوت بالذات، في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة منذ التسعينات إلى اليوم ، فهي علاقة « دراسة وتدريس » على حد قوله.
وبين أن متابعته الدقيقة وإلمامه الكبير بأدب سرفانتس، عوامل خولت له المشاركة في عدة تظاهرات ولقاءات، داخل تونس وخارجها، قدم خلالها محاضرات حول ميغال دي سرفانتس وأدبه، خاصة في ما يتصل بعلاقة هذا الكاتب العالمي بالحضارة العربية الإسلامية المتمظهرة في وجود تأثيرات من الحضارة العربية في أدبه. وهي علاقة متأتية، وفق الباحث رضا مامي، من فترة الخمس سنوات التي قضاها أسيرا في الجزائر في أواخر القرن السادس عشر.
« دون كيشوت يونيفرسال »، هذا الكتاب الفريد من نوعه ، الصادر عن دار نشر تحمل اسم الشاعر الأندلسي الكبير « انطونيو ماتشادو » سيكون محور لقاء تقديمي يلتئم يوم الاثنين 12 ديسمبر الحالي بالمكتبة الوطنية بالعاصمة الاسبانية مدريد، ويحضره بالخصوص وزير الثقافة الإسباني، وثلة من المثقفين والجامعيين والباحثين من عدة بلدان.