« رؤى… ما بين الأصالة والمعاصرة » هو عنوان معرض تشكيلي للفنانة سوسن هدريش، افتتح مساء الأربعاء 3 ماي بالنادي الثقافي الطاهر الحداد بالمدينة العتيقة بالعاصمة ويتواصل إلى يوم 12 ماي الحالي.

تشير سوسن هدريش من خلال مصطلح « المعاصرة » الذي ورد في عنوان المعرض، إلى التقنية التي استعملتها في رسم اللوحات التشكيلية كالتكعيب مثلا وهي تقنية عادة ما تستخدم في الرسم التجريدي، لكنها استخدمتها لترسم مشاهد واقعية لمعالم تراثية وأخرى لنمط الحياة التقليدية التي تجلّت في مضمون اللوحات التشكيلية المؤثثة للمعرض وعددها 22 لوحة.

تُبرز الفنانة في لوحاتها المرأة التونسية في مشاهد عديدة كجلب الماء وحصاد السنابل وغيرها من الأنشطة التي توكل إلى المرأة. وقد فسّرت سوسن هدريش هذا الحضور المكثف للمرأة في أغلب لوحاتها بدورها الفاعل في خدمة تونس من جوانب مختلفة، ولرمزيتها في التشبث بثوابت الحياة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا.

المرأة في هذه اللوحات ترمز إلى الخصوبة والتجديد والتجذر والعطاء، كما أنها رمز للإنتاج، هي باختصار رمز للحياة وللوطن.

حضور المرأة في العديد من اللوحات بمعرض « رؤى… ما بين الأصالة والمعاصرة »، لا ينفي كذلك دور الرجل في البناء والتشييد وتقاسمه مع المرأة معترك الحياة، هكذا ترى الرسامة، مضيفة أنها كانت قد نظمت معرضا في السابق يتضمن لوحات تصور أنشطة نسوية فحسب، لأنها تؤمن بأن دور المرأة لا ينحصر في مجالات بعينها، وكذلك لدورها المتواصل والفعال في النهوض بتونس.

تلخص اللوحات المعروضة وطنا يزخر بموروث مادي ثري من شماله إلى جنوبه، وتدل المعالم المضمّنة ببعض اللوحات مثل زاوية سيدي بومخلوف بالكاف وتستور وقلالة بجربة على أن كل مناطق تونس هي كنز تراثي يروي عادات التونسيين وتقاليدهم ونمط عيشهم وأفراحهم وحرفهم وحلّهم وترحالهم.

وقد سعت الفنانة إلى أن تنقل عن كلّ منطقة معلما أو حرفة أو نشاطا فلاحيا تميّزها عن منطقة أخرى لتبرز التنوع الثقافي والحضاري بتونس، كما يعدّ المعرض جولة قصيرة في ربوع تونس ودعوة لزيارة مختلف مناطق البلاد والإطلاع على هذا الموروث عن كثب.

سوسن هدريش طبيبة أخصائية في تقويم الصوت الكلام تمارس هوايتها في الرسم منذ ما يناهز 15 عاما، هي عصامية التكوين وقد تلقت دروسا نظرية وتكوينية في هذا المجال لتطوير موهبتها الفنية.

وات