أقبل عدد كبير من المواطنين على العرض الموسيقي تونس الاعماق الذى انتظم مساء الثلاثاء 22 سبتمبر بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة استوقف بعضهم الحنين الى ايقاعات الموسيقى الصوفية وآخرون لم تمنعهم عجلتهم لقضاء بعض شؤونهم من متابعة مقاطع من العرض شباب من الجنسين وأطفال رفقة أوليائهم تفاعلوا بالأهازيج والتصفيق وترديد مقاطع من الاناشيد الدينية بل بالرقص أحيانا على بعض الايقاعات هذا العرض الذى يأتي تزامنا مع الاحتفال بعيد الاضحى توفرت فيه مختلف عناصر الفرجة من موسيقى وإنشاد ديني وشطحات صوفية في تكامل فني متجذر في التراث كانت الملابس التقليدية من الجبة والشاشية والملية والسفسارى والفرملة وغيرها في احدى تجلياته ملابس عكست ثراء المخزون التراثي المادى واللامادى بتونس واستهلت هذه التظاهرة الفرجوية بعرض للملابس التقليدية النسائية منها والرجالية ثم فسح المجال أمام الفرق الصوفية لتقدم عروضها فكانت البداية بوصلات صوفية لفرقة العيساوية تلتها القادرية فالعلوية ثم اختتمت بوصلات للعامرية وأثث المقاطع الغنائية المنشد عبد الله الذوادى بمصاحبة فرقة ضمت أكثر من ثلاثين عنصرا بين مشايخ وشباب ومختصين في الانشاد الديني والعزف الوترى على غرار عبد الرحمان الفزاني ونبيل القارصي فضلا عن مجموعة راقصة قدمت لوحات تعبيرية وأكدت مواطنة لدى متابعتها العرض ل وات أن تونس في أمس الحاجة الى مثل هذه التظاهرات الثقافية والتنشيطية التي تكتسي طابعا ترفيهيا بالأساس داعية الى تكرار مثل هذه العروض بالشوارع لأنها تعد متنفسا وحيدا للعائلات محدودة الدخل وفق تعبيرها وذكر احد الطلبة الكوريين الذين استغلوا هذه التظاهرة لاقتناص صور تذكارية أن الموسيقى الروحية الكورية لا تختلف كثيرا عن الموسيقى الصوفية التونسية الا من حيث الالات الموسيقية المستخدمة في العزف لكن الايقاعات متشابهة الى حد كبير وفق تعبيره وأشار فواد الزرلي الكاتب العام لجمعية تراثنا في تصريح ل وات الى أن هذا العرض يندرج ضمن افتتاح السنة الثقافية ويهدف الى احياء هذه الطرق الصوفية التي يتهددها خطر الاندثار من ناحية والترفيه عن التونسيين سيما مع حلول عيد الاضحى من ناحية اخرى فضلا عن التصدى لما أسماه ب غزو اللباس الطائفي للمجتمع التونسي وهو ما يهدد جديا تسويق الملابس التقليدية المحلية حسب رأيه وتنظم تظاهرة تونس الاعماق جمعية تراثنا وجمعية احياء التراث بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث.
