البث الحي

الاخبار : الاخبار

cache_660x660_Analog_medium_17697750_5625161_19072024

تقديم كتاب الروائية أميرة غنيم « تراب سخون » في مصيف الكتاب بالمنستير

« تراب سخون » الرواية الثالثة لأميرة غنيم صدرت في أفريل 2024 وبادر مساء أمس مصيف الكتاب الذي تنظمه المكتبة الجهوية بالمنستير من 17 إلى 26 جويلية الجاري بتقديمها إلى جمهور القراء وعشاق الرواية خلال لقاء انتظم بمعلم دار الشرع بالمنستير.

ووظفت أميرة غنيم في هذه الرواية وقائع تاريخية بطريقة فنية تخييلية ممتازة في حكاية مختلفة تماما عن الوقائع الفعلية مع احترام الشخصيات المرجعية فيما تحيل عليه وفق تقييم الأستاذة الجامعية والشاعرة فوزية الغالي التي قدمت الرواية.

وبيّنت الغالي أن المتن والحاشية في « تراب سخون » مسألة جديدة في بنية الرواية حيث وظفت غنيم النثر القديم بطريقة ذكية وكذلك كلّ ما يتعلق بالرموز ذات العلاقة بالأساطير القرطاجية والرومانية.و

اعتبرت أنّ رواية « تراب سخون » سدت ثغرة في الكتاب التونسي الموجه إلى اليافعين والشباب الذين يدرسون قضية المرأة وشواغلها في غياب نصوص وآثار تبيّن الدور السياسي للمرأة وبالتالي يمكن الآن اعتماد هذه الرواية كسند نصي في تقديرها.

واعتبر الأستاذ الجامعي حمادي الحلاوي أن أميرة غنيم أصبحت صاحبة اتجاه في كتابة الرواية من حيث الاقتباس والتخييل والتسريد للتاريخ بشروط الكتابة الروائية وجمالية فن السرد مع ما يصحب ذلك من مضامين تاريخية باعتبارها تستلهم التاريخ وتوظفه. وأشار إلى أن « تراب سخون » تسير في نفس اتجاه روايتي « الملف الأصفر » و »نازلة دار الأكابر »

وتتعلق هذه الرواية بشخصية وسيلة بن عمار وعلاقتها بالزعيم الحبيب بورقيبة وتكشف حيثيات تاريخية حول العلاقة التي نشأت بينهما في الأربعينيات وتواصلت ولم يكن الرابط بينهما فقط العشق بل كذلك حب الوطن.

وتبدو شخصية وسيلة بن عمار في « تراب سخون » شخصية نموذجية فهي المرأة الوطنية القوية، والمرأة التي أنقذت الزعيم بورقيبة من نفسه في كثير من الأحيان.

وقد أبدعت أميرة غنيم في تخيل لقاء لم يتم بين الزعيم الحبيب بورقيبة و »الماجدة » أو وسيلة بن عمار معتمدة طرقا فنيا غير مسبوقة في الكتابة حسب حمادي الحلاوي.

وبيّن الشاعر والناقد الأدبي محمّد أحمد مخلوف أنّ « تراب سخون » ليست رواية تاريخية بل هي رواية أدبية وربّما تتداخل فيها بعض الأجناس خاصة جنس التراسل الذي يظهر بين وسيلة بورقيبة وجاكلين كاسبار وسعاد الكامل وهو آلية من آليات التواصل فغنيم تنطلق بالقارئ في رحلة خيالية وتعبث به بفضل حيلها السردية وتجعله يتماهي مع الشخصيات والأحداث ويتعاطف معها أحيانا خاصة خلال الرحلة التي عاشتها وسيلة بن عمار للوصول إلى بورقيبة في منفاه الأخير وينقم عليها في أحيان أخرى

ورأى أن أميرة غنيم أعطت في هذه الرواية صورة أخرى للزعيم الحبيب بورقيبة من زاوية نظر وسيلة بورقيبة التي عاشرته منذ الأربعينات وطلقها « خدمة للقضية الوطنية »، غير أنّ من عاش تلك الفترة يعرف، وفق قوله، أنّ بورقيبة كان عاشقا لوسيلة بن عمار ولكن للأسف الشديد كانت هذه الأخيرة ضحية بعض المؤامرات في القصر خاصة خلال أيام الزعيم بورقيبة الأخيرة وطلقها حين كانت تعالج في أمريكا.

وأثارت غنيم في هذه الرواية عدّة قضايا منها الجندرة، وعدم وفاء الرجل للمرأة حتى وإن كانت ساعده الأيمن وحارسته علاوة على تناول بعض الجوانب التاريخية من زوايا اجتماعية كالحزام النحاسي الذي تدور حوله بعض أحداث الرواية .

وتعيد أميرة غنيم في هذه الرواية قراءة أخرى وتصورا آخر لتونس خلال حقبة بورقيبة وبعده مع بن علي. وتحمل خاتمة الرواية آمالا عبر الطفلة آمال عندما تتوشح بالحزام النحاسي.

وتحسن أميرة غنيم توظيف إمكاناتها اللغوية من خلال بناء الشخصيات والتلاعب بالمسار السردي في رواياتها ولها من الحيل السردية التي توقع القارئ في حبائل متعة القراءة من خلال أسلوب سردي سلس يبدو بسيطا غير أنّه عميق جدّا حسب ما بينه محمّد أحمد مخلوف.

ومن جهتها أكدت الروائية أميرة غنيم أنّ « تراب سخون » تندرج في إطار مشروع انطلق مع روايتها « نازلة دار الأكابر » وهو يتناول شخصيات وطنية من التاريخ التونسي المعاصر ضعفت علاقة الأجيال الحاضرة بها، وقد رأت أن هذه العلاقة ستزيد ضعفا مع الأجيال القادمة ومن بين رسائل الكاتب أن يعرف الأجيال الجديدة بالرموز الوطنية.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو