تشارك تونس سائر بلدان العالم الاحتفالات باليوم العالمي لمسرح العرائس الموافق ليوم 21 مارس من كل سنة. وفي هذا السياق يندرج تنظيم الدورة التأسيسية للملتقى الوطني لفنون العرائس التي انطلقت يوم 18 مارس الحالي وتتواصل إلى يوم 27 من الشهر ذاته.
وتزامنا مع هذا اليوم العالمي قدمت العرائسية حبيبة الجندوبي يوم الثلاثاء بالمركز الوطني لفن العرائس، كتابها « مسرح الدمى في تونس الذاكرة والأثر ». وهو كتاب من الحجم المتوسط، صدر في 97 صفحة، بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانقليزية، وتضمن مجموعة من الصور التي توثق لمراحل تطور عروض خيال الظل ومختلف شخصياتها وهي صور تعود في مجملها إلى الخزينة الخاصة للفنانة حبيبة الجندوبي ذات المسيرة المتميزة التي فاقت نحو 40 سنة في هذا الاختصاص.
واهتم الجزء الأول من الكتاب بخيال الظل في تونس والثاني بالدمى الصقلية أو « اوبرا الدمى » في تونس وعرج الثالث على بقية أشكال الدمى التونسية.
واعتبرت العرائسية حبيبة الجندوبي في اتصال اليوم مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الملتقى الوطني لفنون العرائس يعدّ مكسبا للمهنيين، وقد رأى النور بعد جملة من المبادرات التي بدأها أهل القطاع منذ 2011، مضيفة أن التظاهرة هي مناسبة للعرائسيين للالتقاء وتباحث المشاكل المطروحة في هذا الاختصاص المسرحي وسبل تطويره والارتقاء به. وبيّنت أن الفن العرائسي في حاجة إلى التطوّر وهذا لا يتحقق وفق تقديرها إلا بإعادة النظر في المناهج التكوينية والتعليمية لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي.
أما في ما يتعلّق ببرنامج هذا الملتقى، فقد أعدّ المركز الوطني لفن العرائس، المؤسسة المنظمة لهذه التظاهرة بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية، برمجة ثرية ومتنوعة راوحت بين العروض المسرحية والتنشيطية والورشات التكوينية والمعارض. وتتوزع العروض بين الفضاءات الثقافية العمومية والخاصة من ضمنها الفضاءان « مسار » و »مدق الحلفاء » الذي افتتح يوم 18 مارس، كما شملت عروض الملتقى عددا من الفضاءات بالجهات هي « روسبينا » للمسرح بالمنستير و »مينرفا تياتر » بسبيطلة و »فنون وثقافات » بقفصة ومركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين والمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
وتتنزل فكرة الملتقى الوطني لفنون العرائس، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لفنّ العرائس، واستعدادا للملتقى الدولي لفنون العرائس العام المقبل، والاحتفال بمرور 25 سنة على تأسيس المركز الوطني لفنّ العرائس يوم 27 مارس 2018.
ويهدف هذا الملتقى وفق منظميه إلى إبراز أهم الأعمال العرائسية التونسية وتقييمها والوقوف على التجارب الوطنية سواء في القطاع العام أو الخاص. كما يسعى المنظمون من خلاله إلى تقديم مادة تكوينية هامة عبر تنظيم ورشات تطبيقية تهتمّ أساسا بتقنية صنع العروسة وتحريكها وتنظيم ندوات ومحاضرات تهتم بالجانب المعرفي والفنّي الجمالي. كما سيتم بالمناسبة تقديم أهمّ الكتابات والمجلات والمقالات النقدية المهتمّة بمجال العرائس باختلاف أنواعها، بالإضافة إلى معارض وعروض مسرحية عرائسية موجهة في جزء منها للأطفال وأخرى للكهول.
وات