فازت الكاتبة خيرية بوبطان بجائزة الكومار الذهبي للروايات باللغة العربية لسنة 2018، عن عملها الروائي « ابنة الجحيم » الصادرة عن دار التنوير للنشر. وآلت جائزة الكومار الذهبي لأفضل رواية باللغة الفرنسية للكاتب علي بشر عن عمله « Les lendemains d’hier » الصادرة عن دار آليزاد للنشر.
وجاء الإعلان عن أسماء الفائزين بالجوائز الأدبية لتأمينات كومار لسنة 2018، في حفل أقيم مساء السبت بالمسرح البلدي بالعاصمة، بحضور ثلة من أهل الفكر والثقافة والاعلام، كما حضر حفل الإعلان عن الجوائز مديرة ديوان وزير الشؤون الثقافية آمال حشانة نيابة عن الوزير محمد زين العابدين.
وأسندت لجنة التحكيم باللغة العربية المتكونة من الأساتذة محمد رضا الكافي (رئيس) ومحمد محجوب والمنصف الوهايبي ونزيهة الخليفي ومسعودة بوبكر، جائزتها الخاصة إلى رواية « منزل بورقيبة » لإيناس العباسي، الصادرة عن دار الساقي للنشر.
أما الجائزة الخاصة بلجنة تحكيم الروايات المرشحة الصادرة باللغة الفرنسية، فكانت من نصيب رواية » d’Ayoub » La marmite للكاتب رضا بن حمودة وهي صادرة عن دار الجنوب للنشر.
وقد تألفت لجنة تحكيم الروايات الصادرة باللغة الفرنسية الأساتذة سمير مرزوقي (رئيس) وأنور عطية وكمال بن وناس وأحلام غيازة ومريم بالقاضي.
ومنحت لجنة تحكيم المسابقة باللغة العربية جائزة الاكتشاف لسنة 2018، للروائية صفية قم بن عبد الجليل عن عملها « ليت شهدا…، » الصادرة عن « الثقافية للنشر والتوزيع ». وفي المقابل أعلنت لجنة التحكيم باللغة الفرنسية عن حجب جائزة الاكتشاف.
ولاحظ رئيس لجنة تحكيم الجائزة باللغة العربية الأستاذ محمد رضا الكافي، في تصريح لـ (وات) أن رواية « ابنة الجحيم » تميّزت بقصّتها الغرائبية من خلال شخصية بنت مسكونة بالشر منذ ولادتها، وكلما اقتربت من شيء ما إلا وحولته إلى دمار وخراب. وتكمن طرافة الرواية في أن القارئ لا يعلم إن كانت الأحداث فيها كابوسا أم حقيقية.
وقال معلّقا عن البناء الروائي لـ « ابنة الجحيم »، إنه بناء قويّ ومحكم ومتقن، معتبرا أن موضوع الرواية نادر ولم نقرأ عن مثله في الروايات العربية.
وفي حديثها لـ (وات) عن الخصائص الفنية المميزة لعملها، أفادت خيرية بوبطان أن روايتها يمكن اعتبارها بنية سردية جديدة لخروجها عن النطاق المألوف، فقد جعلت الزمن سرمديّا وشخصية الفتاة روحا، وقامت بتتبعها في رحلة من السماء إلى الأرض فإلى رحم الأم فالولادة ثم الحياة في الأرض لتعود مجدّدا إلى السماء بعد الموت.
وبخصوص رواية « »Les lendemains d’hier لصاحبها علي بشر، قال الأستاذ كمال بن وناس إنها « رواية كتبت بأسوب روائي جيّد لتستعرض فترة من تاريخ تونس انطلاقا من الحقبة الاستعمارية إلى اليوم مرورا بفترة حكم الحبيب بور?يبة والمخلوع زين العابدين بن علي ». وأضاف أن الأسلوب الروائي شبيه بالشعر لما يتضمنه من تعبير ووصف دقيق للأحداث.
ويعبّر الروائي علي بشر عن جملة من الأحداث من الفترة الاستعمارية إلى اليوم انطلاقا قصة طالب عاش طفولته في سوسة ثم انتقل إلى العاصمة ومنها إلى فرنسا، وينقل على لسانها أهم الأحداث بالبلاد التونسية. ويمزج كاتب الرواية، وفق الأستاذ كمال بن وناس، بين السرد والوصف والتفكير.
وأفاد علي بشر أن روايته هذه التي استغرق في كتابتها 3 سنوات، حاول من خلالها كتابة تاريخ تونس بأسلوب روائي، وموضوعها طفل ولد في بداية القرن العشرين ثم أخذ يتتبع مسيرته مرورا بفترة الاستقلال إلى اليوم.
وكان رئيس لجنة التحكيم للروايات باللغة العربية محمد رضا الكافي، قد أعلن، في كلمته، عن ورود 33 عملا على اللجنة، وقد تمّ اختيار 10 روايات منها، منوّها برواية « حديث القبور » لوحيد اللجمي.
أما رئيس لجنة تحكيم الروايات باللغة الفرنسية سمير مرزوقي، فقد أعلن عن تلقي اللجنة لـ 12 عملا، مبرزا أن 5 أعمال منها لا تنتمي إلى جنس الرواية.
وكان حفل تتويج الفائزين بجائزة الكومار الذهبي، مسبوقا بحفل موسيقي أحيته الفنانة محرزية الطويل بمختارات من الأغاني التونسية والطربية الشرقية لأم كلثوم.