عاشت منطقة سيسب الكبرى بولاية القيروان يوم أمس الأحد، أول أيام العطلة المدرسية، على وقع الدورة التأسيسية لمهرجان الفروسية والفنون الشعبية بهذه الجهة التابعة لمعتمدية السبيخة من ولاية القيروان، وسط أجواء احتفالية حضرها جمهور غفير من أبناء الجهة وخارجها للتعرف على فقرات هذا المولود الجديد ولاستكشاف الموروث اللامادي للجهة.
ويهدف هذا المهرجان إلى « خلق منتوج ثقافي وتنشيطي جديد في منطقة فلاحية يعاني أهلها من غياب الأنشطة والعروض الثقافية »، وفق ما أفاد به مدير المهرجان، محسن عون، الذي أضاف في تصريح ل(وات)، أن هذه الدورة التي امتدت على يوم واحد، تضمنت ألعاب الفروسية وعروضا للغناء الشعبي والشعر الشعبي ومثل فرصة للتعريف بما تزخر به المنطقة من هذه الفنون التراثية.
ولاحظ أن المهرجان سلّط الأضواء على تراث الجهة التي تمارس فيها العديد من العائلات فنون الفروسية ومازالت محافظة على تقاليدها. كما أن الكثير من أبنائها توارثوا هذا الفن عن أبائهم وهم يشاركون سنويا في تقديم عروض وطنية ودولية في فنون الفروسية.
وأفاد مدير المهرجان بأن هذه الدورة التأسيسية التي واكبها أكثر من 3 آلاف زائر، من مختلف الفئات العمرية، تعد بادرة أولى سيتم تقييمها من أجل تنظيم دورات قادمة، « تكون أكثر تطورا وتنوعا من حيث المحتوى وتصبح متنفسا لأهالي الجهة وتقليدا يحافظ على فنون الفروسية والفنون الشعبية التي يتوارثها الابناء عن الآباء والاجداد ».
من جانبه قال رئيس بلدية سيسب الذريعات، سالم نصر الله، إن الجهة تضم 7 عائلات كبرى ورثت فنون الفروسية، أبا عن جد كما أنها تقوم بتربية الخيول الخاصة بفن « المداوري » (يقوم بالأساس على القيام بحركات استعراضية وتتطلب تدريبا رياضيا منذ الصغر ومهارة عالية في التعامل مع الخيول التي تكون بدورها متدربة على الرقص على « الطبل والزكرة »، مشيرا إلى أن « هذا الرصيد كان دافعا قويا من أجل خلق فكرة نواة أولى للمهرجان ».