انطلقت يوم السبت الدورة ال25 من مهرجان الزيتونة بطبربة، بجملة من الفقرات والأنشطة التي أضفت حركية خاصة واجواء احتفالية على المدينة تحت شعار « الزيتونة في ربوع طبربة: تنوع المنتوج وثراء التربة ».
إعطاء إشارة انطلاق الدورة الجديدة، التي أدخلت عليها « جمعية فنون للجميع » والاتحاد المحلي للفلاحين بالمنطقة، فقرات جديدة، كانت بتحية العلم بالنصب التذكاري لشهيد الجيش الوطني، ثم بخرجة لباس تقليدي، واستعراض لماجورات ودمى عملاقة وألعاب فروسية وفقرات فنون شعبيّة.
أجواء الاستعراض المفتوح بشارع الحبيب بورقيبة ومارافقتها من حركية وألوان وصخب، فتحت شهية الجمهور من مختلف الشرائح العمرية لاكتشاف المعرض التجاري الذي احتوى جناحين، ضم الأول منتجات زيت الزيتون وعديد المواذ الغذائية والملابس والأواني الفخارية، فيما تضمن الجناح الثاني باقة متنوعة من المنتجات التراثية واليدوية من إنتاج ناشطي جمعية الحرفيين والمهن الجميلة بطبربة، فضلا عن ورشات حية في الرسم والطريزة وصنع الاكسسوارات والسمار والملابس التقليدية والنقش..
المعرض الفلاحي والتقليدي شمل أيضا، نشاط خيمة شعريّة بمشاركة عدد من الشعراء الذين ألقوا قصائدهم في رحاب المكان صادحين في الأجواء بمعاني الوطنية المنغمسة في هموم الواقع وأنماط الإحساس بمختلف تجلياته ومشاعر الألم والأمل. كما احتوى خيمة توثيقية اختزلت بالصور والوثائق تاريخ الموسيقى النحاسيّة بطبربة.
الدورة اختارت، حسب مدير المهرجان، وليد الأندلسي، تثمين الزيتونة، الشجرة الضاربة في القدم في تاريخ المنطقة، وتشهد على ذلك أقدم زيتونة بها بهنشير الجال بالأنصارين والتي يفوق عمرها ال400 سنة، وفق تصريحه.
كما تم التركيز على عرض منتوجات الزيتون من زيت وغيرها في المعرض الفلاحي. إلى ذلك، اختارت موضوع « علاقة الزيتونة بتاريخ طبربة » كمضمون للندوات المقترحة، والتي ستنتظم طيلة الدورة التي تتواصل إلى غاية 29 ديسمبر الجاري.
ونظمت في إطار اليوم الافتتاحي زيارة اطلاع على إنتاج زيت الزيتون بمعصرة تقليدية من أقدم المعاصر بالمنطقة وعمرها 100 سنة، ثم معصرة عصرية محدثة انطلق نشاطها في الموسم الحالي بطاقة تحويل قدرها 240 طن يوميا. وقد أكد المندوب الجهوي للفلاحة، الهادي الحمروني، أنها من أكبر المعاصر على مستوى طاقة التحويل، وثاني المعاصر التي تعمل بشكل سلسلة كاملة وطنيا.
وتتواصل بقية فقرات المهرجان، الذي تدعمه المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة في إطار البرنامج الوطني « مدن الحضارات »، بأنشطة ترفيهية للأطفال تحتضنها دار الثقافة، فضلا عن عروض موسيقية، أبرزها عرض لفرقة الوطن العربي، بقيادة المايسترو عبد الرحمان العيّادي، بمشاركة الفنّانين عدنان الشوّاشي والشاذلي الحاجّي وآمال الغربي، وعرض موسيقي صوفي محلّي.