اختتمت عروض المسابقة الرسمية للدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية، مساء الخميس بمسرح الجهات بمدينة الثقافة، حيث تمّ تقديم ثلاثة عروض هي « ساوند سكايب » لغسان فندري من تونس و »طولونسو » للفنان « كانازووي » من بوركينا فاسو والفنانة المغربية سكينة فحصي.
وتميّزت هذه الأعمال الموسيقية بخصوصيتها الإفريقية مع انفتاحها على أنماط غربية كالجاز والسول والريغي. ويشترك جميعها في الدعوة إلى الحياة ونبذ العنف وقبول الآخر، وتنتصر لنشر قيم الحب والسلام بين الناس.
استهلّ الفنان التونسي الشاب غسان فندري سلسلة العروض الختامية للمسابقة الرسمية، فظهر على الركح منفردا يحمل غيتاره مقدّما موسيقى متنوعة وغير نمطية تتداخل فيها الموسيقى الشعبية والموسيقى المبتكرة التي قام بتكييفها مستعينا بتقنيات الغيتارة الموصولة بالحاسوب.
أطلق غسان على عرضه اسم « »Sound (E) scape » وهو نتاج إقامة فنية بمدينة الفنون الدولية بباريس كان قد شارك فيها بعد أن درس الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بصفاقس ثم بتونس.
وهذا العرض الذي كان قدمه بالعاصمة الفرنسية باريس، تمّ تقديمه للمرّة الأولى في تونس في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية حيث ترجم من خلاله الفنان الشاب فكرة الفنان الحر الذي يُلغي كل القيود والحواجز بروح إبداعية مبتكرة ليدافع عن الإنسان الحر ويدعو إلى المصالحة بين الثقافات ونبذ كافة أشكال العنف والتطرّف.
ولم ينتظر الجمهور طويلا خلال فترة الاستراحة بين العرضين الأول والثاني، حتى أطلّ الفنان البوركيني « سايدو دياباتي » الملقب بـ « كانازووي » ومجموعته الموسيقية، فأشعلت الطبول الإفريقية المقرعة حماسة الجمهور من خلال ما بثته من إيقاعات موسيقية من التراث الإفريقي الخالص التي تدعو إلى تحرير الإنسان من العبودية وتحقيق العدالة ونبذ أشكال التسلّط والتمييز العنصري وإعادة الاعتبار إلى الذات البشرية.
ورغم حجم المأساة التي صوّرها عرض « طولونسو »، إلا أن الموسيقى لم تخل من طابعها الاحتفالي الراقص، لتبعث على التفاؤل والأمل وتوحيد الشعوب في عالم يسوده الحب والسلام.
واختارت الفنانة المغربية سكينة فحصي أن تقدّم مزيجا بين الموسيقى المغربية الأصيلة والموسيقى الإفريقية لتبرز هويتها المغربية وانتماءها الجغرافي إلى القارة السمراء.
وغنّت الفنانة المغربية أمام الجمهور التونسي للحب والحياة وللأم وللأخ. وبمزيج موسيقي يجمع بين الموروث المغربي والأنماط الموسيقية الغربية كالجاز والروك والبلوز انتفضت ضد الظلم دفاعا عن إنسانية الإنسان.
تجدر الإشارة إلى أن عروض مسابقة الدورة السادسة لأيام قرطاج السينمائية قد احتكمت إلى لجنة متألفة من الأساتذة الموسيقيين فتحي زغندة وروضة عبد الله وأنيس المؤدب.