معضلة القراءة هو عنوان محاضرة القاها المفكر يوسف الصديق بقصر المعارض بالكرم في اطار فعاليات الدورة 31 لمعرض تونس الدولي للكتاب من 27 مارس الى 5 أفريل .
واستهل الصديق محاضرته بدحض الفكرة الشائعة والخاطئة حول القراءة التي ترى فيها عملية تفكيك الكتابة داعيا الى ضرورة التحرر من هذا المعنى الضيق باعتبار أن القراءة ظهرت قبل الكتابة التي جاءت الينا بعد قرون مضنية من البحث والتمرس والتمحص حسب تعبيره.
وأوضح المحاضر أن الكتابة بالمعنى الذى نراه اليوم أى بأحرف الفبائية وبتنقيط معين فيه التعجب والتساؤل والفاصل والتنفس هي حديثة العهد ، واعتبر يوسف الصديق أن القراءة أشمل من مجرد تفكيك الحروف مستشهدا بالآية الكريمة اقرأ باسم ربك التي تحث كل الناس على قراءة العالم قراءة معمقة تنطوى على الانتباه والإدراك والتفكر والتفاعل.
وأضاف أن الانسان عندما خلق أمر بأن يسمي الاشياء وهو أول فعل للقراءة وعندما نجح في تسمية الموجودات الوحيدة انذاك استحق سجود الملائكة له بأمر من الخالق .
وشدد المفكر على أن القراءة هي عملية خلق خصبة ومستمرة مشيرا الى ضرورة تجديد قراءة القران على ضوء تطور العلوم محذرا في الان ذاته من تبعات جيل لا يتفكر ومهيئ للاستقبال والحفظ فقط مما يجعله لا يفكر بذاته وإنما بذات الشيخ أو بذات الارهابي الذى يلقنه .
وفيما يتعلق بأخر اصداراته وهو كتاب الاخر والآخرون أفاد يوسف الصديق أن المقصود بالأخر بصيغة المفرد هو الله في حين ترمز كلمة الاخرون الى البشر الذين يتبوؤون درجة دنيا حسب تقديره تليها درجة المؤمنين فالمسلمين فالإنسان وهي الدرجة العليا التي اذا ما بلغها الانسان صار خليفة الله في الارض وفق الصديق.
وختم المفكر والفيلسوف يوسف الصديق محاضرته قائلا اذا ما لخصت كتابي أقول انه مجموعة تساؤلات ونقطة استفهام كبرى.
ويذكر أن كتاب يوسف الصديق الاخر والآخرون الصادر عن دار التنوير فاز بجائزة الدراسات الاكاديمية لمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين مناصفة مع كتاب اللغة والجسد للكاتب الازهر الزناد.