يقد م المركز الوطني لفن العرائس اخر اعماله المسرحية الموجهة للطفل و هي مسرحية » أنا سندريلا » ، العمل من اخراج الفنان حسان السلامي .
و تتلخص الحكاية في شخصية سلمى بنت النجّار التي تحب حكاية سندريلا و تعشقها عشقا بلغ بها غاية لا مزيد عليها فصارت في زهد عن حياتها الشخصية و في عزلة تامة عن واقعها و أصدقائها.
تحلم سلمى أن تصبح سندريلا و أن تعيش ما عاشته بكلّ تفاصيله، تماما كما جاء في الحكاية. و لكن ذلك بعيد المنال، عصيّ على التحقّق.
و أمام عزلتها وابتعادها عن حياتها الطبيعية يقرّر أصدقاؤها تمكينها من عيش حلمها و تحقيق رغبتها فيلجؤون إلى الكاتب و يطلبون منه أن يدخل سلمى إلى الحكاية و أن يمكّنها من حياة سندريلاّ.
يقبل الكاتب طلب الأطفال و يدخل سلمى و أصدقاءها إلى كتاب الحكايات و هناك ستعيش سلمى أحداثا على عكس ما كان لسندريلا و ذلك ما يثير دهشتها وهو في الحقيقة ما نريد إيصاله للأطفال عبر تغيير الأحداث و خلق فضاءات للحلم و الخيال.
و لكن قبل أن تصل سلمى إلى تحقيق حلمها بالزواج بالأمير كما كان مع سندريلا يتوقّف و أمام ما حدث يطلب الأصدقاء من سلمى أن تعود إلى الحكاية و التزوّج بالأمير مدّعين أنّ الشكل لا يعكس الباطن.
و تعود سلمى للحكاية و تقبل بالأمير زوجا و ترقص معه الرقصة الملكية وسط جموع المدعوين و المدعوّات.
هنا يشعر الأصدقاء أنّهم قاموا بما يجعلهم يخسرون صديقتهم إلى الأبد و يحزنون لذلك و يعملون على إعادتها إليهم كما في الماضي.
المنطلق السينوغرافي لمسرحية « أنـــا سندريلا » اعتمد على تعميــق لدلالات الفضـــاء الواقعــي والفضـــاء الخيالــي الافتراضــــي.
فالفضـــاء الواقعــي فضاء يتفاعل مع هندسة وشكـل فضاء العرض وتجمع مقدمــة الركح بستائره وكشافاته ودلالاتــــه منصهرا بفضاء الجمهور بمقاعده وأروقته … فالفضاء هو فضاء مسرحي بالأساس يدعم علاقة الممثّـــل بالمشاهــد، فالطفل يشارك الممثّل حيرته وألمه وتساؤلاتــــه.
أمّــا الفضاء الخيالي فضاء الحكاية ويتمثّل أساسا في فضاء ما خلف الستارة وينقسم بدوره إلى عدّة فضاءات مختلفة متنوعة تعبر عن أزمنة وأمكنة الحكاية.
و قد اعتمدت الرؤية الاخراجية لمسرحية » أنــا سندريلا » إلى التوليف بين عناصر العرض المسرحي وجعلها تتماشى وتمتزج مع الخطاب العام للمسرحية مع التركيز على إبراز المقولات العليا للنص بصورة واضحة المعالم ليستخلصها الطفل المتقبل.
مع التركيز أساسا على تقديم عالم واقعي يعتمد على الممثل أساسا في تقمص الشخصيات وعالم افتراضي (قصة سندرلا) تأمنه العرائس التي تعتمد على أداء المحرك والرابط الوحيد بين العالمين هي شخصية سلمى بنت النجــار.