قدّم المخرج محمد خليل البحري العرض الأول لفيلمه « حجر الواد » بقاعة الكوليزي بالعاصمة، مساء يوم أمس الأربعاء 20 أكتوبر بحضور طاقم الفيلم من ممثلين وتقنيين.
وفيلم « حجر الواد » دام عرضه 90 دقيقة. تدور أحداثه حول مقدّم برامج تلفزيونية تساوره مشاهد مقتل صديق له، في الأثناء تحقّق الشرطة معه ومع الفريق التلفزيوني حول أسباب اختفاء « الصديق ». وتتوالى الأحداث بمحاولة بطل الفيلم « أحمد الأندلسي » الخروج من هذه الأزمة النفسية، فيقرّر الزواج من زميلته بعد أن غادرا وظيفتيْهما، لتنتهي أحداث الفيلم بمقتل زميلته على يد صديقه الذي ظهر فجأة، وتبيّن أنه لم يمت.
وأدّى الأدوار في هذا الفيلم الممثلون أحمد الأندلسي ورؤوف بن عمر ومروى العقربي ومجد بلغيث ومالك العوني والأمين خوجة وأحلام الفقيه وعزيز باي.
هذا الفيلم الذي صنّفه صاحبه بأنه « بسيكودراما »، كان وفيّا إلى حدّ ما لمقومات هذا الصنف السينمائي: فقد توفّرت فيه شروط الصراعات الداخلية بين الشخصية وتمزّق الشخصية البطلة بين زمنيْ الماضي والحاضر، وظفه المخرج عبر تقنية « الفلاش باك » بما هو مصطلح سينمائي تقني يعني استحضار الماضي صوتا وصورة.
ونجح المخرج فنيّا في تمرير مشاعر الحيرة والاضطراب والشك والتساؤل التي انتابت بطل الفيلم إلى الجمهور، ليُصبح بدوره تائها بين جملة من الاستفهامات حول الحالة النفسية التي تمرّ بها الشخصية الرئيسية في الفيلم.
واستعرض المخرج من خلال هذا العمل السينمائي مجموعة من القضايا منها ما يتعلّق بتردّي الحالة النفسية للمواطن التونسي في ظلّ الأحداث التي تلت الثورة، وهي القضية المركزية في الفيلم. كما لم يُفوّت التطرّق إلى الإعلام مُنتقدا طرق وأساليب معالجته للأحداث، وقد صوّرها في أن الإعلام يبحث عن الإثارة من أجل الرفع من نسب المشاهدة، وتتحكّم فيه لوبيات المال والأعمال، مما جعله يفقد دوره الأساسي في نقل الأحداث بموضوعية.