تكريما لروح الفقيد عبد الوهاب بوحديبة، اصدر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون « بيت الحكمة » مؤخرا كتابا باللغتين العربية والفرنسية بعنوان « عبد الوهاب بوحديبة 1932-2020 استحضر فيه محطات هامّة من مسيرة الراحل واسهامه المعرفي في اثراء المدونة الفلسفية والثقافية التونسية
وابرزت المقالات والبحوث الواردة في هذا الكتاب تنوّع اهتمامات الفقيد، والتي تجمع بين الفلسفة والسوسيولوجيا والدراسات الدينيّة، ممّا مكّنه من إثراء البحوث الاجتماعيّة والإسلاميات في مؤلّفات غزيرة عالجت إشكالات المسكوت عنه مثل الجنسانيّة في الإسلام والغيرية في الإسلام والعلم والإيمان
كما تترجم كتاباته الحياد المعرفي، إذ لا « تؤثّر فيه الانتماءات الإيديولوجيّة المفضوحة أو المبطّنة » وفقا لنص تأبينيّ أكّد فيه المفكّر عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون « بيت الحكمة »
بعض المقالات الواردة في هذا الكتاب اكدت على موسوعيّة الراحل وخاصّة في مجالات الفلسفة والدراسات السوسيولوجية والنفسية فضلا عن اهتمامه بقضايا حقوقيّة على غرار حق الطفل في التربية وحقوق الطفل في تونس
وفى هذا الاطار أشار الدكتور فتحي التريكي الى ان « بوحديبة أوّل تونسي تحصّل على التبريز الفرنسي في الفلسفة وأنّه مؤسّس تيّار الفلسفة الاجتماعيّة والثقافيّة.
الكتاب يحتوي كذلك على عديد الشهادات الأخرى لأكاديميين وباحثين وبعض زملاء الفقيد نوهوا بأن الراحل جسّد التكامل بين عمق المعرفة ونبل السلوك، وانه بأفول شمسه فقدت سماء تونس « مفكّرا كبيرا كوّن أجيالا من علماء الاجتماع » على حد عبارة خالد بن يوسف الذي عاشره طويلا حينما كان الفقيد رئيسا لبيت الحكمة.