نظّم بيت الرواية في سهرة الأربعاء بمكتبة البشير خريف بمدينة الثقافة، لقاء مع الكاتب والشاعر التونسي حافظ محفوظ للحديث عن تجربته الروائية.
في هذا اللقاء تحدّث حافظ محفوظ عن روايته « حورية »، معتبرا أن هذا العمل الأدبي يرتفع بالنص إلى المراتب الجمالية، ويشير إلى أن هذه الرواية تنصهر فيها فنون عديدة دون الخروج عن ضوابط الرواية كجنس أدبي مخصوص. ويضيف قائلا « وما هذا الحوار المتعلق بالرواية والعملية الإبداعية ذاتها والتقاطعات بين الوعي واللاوعي أثناء عملية الكتابة إلا دليل على أن هذا النص يحمل بين طياته ذاتا مبدعة خلاقة منشغلة بلذة التشكيل الفني، تعبر أكثر مما تحلل، تاركة مسافات كبيرة من الغموض بينها وبين النص، بين الكاتب والراوي، وذلك ما يفجر العملية الإبداعية. »
أمّا رواية « نوم الدّيك » فيصفها « حافظ محفوظ » بأنها تحفر في عمق المجتمع التونسي وتثير الأسئلة الحارقة فيه والمسكوت عنها، هي رواية حب عميقة أيضا تفتح باب الأمل في عمق السواد، وتحاول أن تضيء داخل العتمة. أما لغة الرواية فهي قريبة جدا من المحكية، تعمل على أن تكون مناسبة للواقع وشخوصه التي نكاد نستحضرها أثناء القراءة.
وفي حديثه عن بداياته، يقول محفوظ « كنت أحلم منذ الطفولة بكتابة رواية وقد جربتها صبيا، كانت خواطر وأقاصيص ونتف من سيرة لم تتجاوز صفحات قليلة ولا أخفيكم أنني أتهيب الكتابة الروائية كثيرا لا سيما في هذا الزمن الذي يحمل إرثا روائيا كبيرا من سرفاتس إلى كارلوس رويز تافون ومن المويلحي إلى محفوظ والغيطاني. »
حافظ محفوظ هو شاعر ومترجم وروائي ولد بمدينة قصور الساف سنة 1965 وهو متحصل على الأستاذية في اللغة والآداب والحضارة العربية. له العديد من المجموعات الشعرية منها « قلق » و »عزلة الملاك » و »لا ينام البحر إلا وحيدا »، أمّا عن مدونته الروائية فقد قاربت العشر روايات من بينها « ارتباك الحواس » و »مكعب الحكمة » و »حورية » و »حارس الملائكة » التي نالت جائزة الكومار الذهبي للرواية سنة 1999. كما له تجربة كبيرة في المسرح والكتابة للطفل. وقد أعاد مؤخرا إحياء مجلة « عرفان » الشهيرة الموجّهة للطفل.
وات