تتميز البلاد التونسية بمواقع طبيعية هائلة وخلابة، بما يمكّن من استغلالها في تنشيط القطاع السياحي والثقافي ودعم التنمية الاقتصادية خاصّة في المناطق الداخلية.
وفي كتابه الصادر باللغة الفرنسية عن دار « نيرفانا » للنشر، والذي جاء تحت عنوان « PARCS NATURELS ET RESERVES DE TUNISIE » (الحدائق الطبيعية والمحميات في تونس) يثير الكاتب الطاهر العياشي عواطف القرّاء ويحفزهم من أجل زيارة الحدائق الطبيعية والمحميات الوطنية والتمتّع بجمال الطبيعة خاصّة في فصل الربيع واكتشاف خصائصها التضاريسية ومكوناتها النباتية والثروة الحيوانية التي تتميز بها كل حديقة ومحمية.
وقد سعى الكاتب من خلال هذا الإصدار الوارد في شكل طبعة فاخرة تتضمن 128 صفحة من الحجم الكبير، إلى إبراز ثراء التراث الغابي النباتي الطبيعي والحيواني والتعريف به، والعمل على دفع القرّاء نحو التصالح مع الحياة البرية والحفاظ عليها للأجيال اللاحقة ولدورها في تحقيق التوازن البيئي.
ينبّه الكاتب الطاهر العياشي في مقدّمة هذا الكتاب الصادر، موفى سنة 2022 ، من المخاطر التي تهدّد المخزون الطبيعي الوطني ومنه المصنّف على لائحة التراث الطبيعي العالمي لليونسكو، في ظلّ التغيّرات المناخية التي يعرفها كوكب الأرض، محذّرا من أن تونس ليست بمعزل عن مخاطر هذه التغيّرات المناخية. وقد أشار إلى بعض السلوكيات التي يأتيها الناس عن وعي أو عن غير وعي والتي تهدّد سلامة البرية والمناخ، منها القطع العشوائي لأشجار الغابات والحرائق التي طالت عشرات الهكتارات من الغابات وتلوّث مياه الأودية وسواحل البحر وانتشار النفايات البلاستيكية والصيد العشوائي للحيوانات، فضلا عن تراجع ما يسميه « الوعي الأخضر » وتحول « العيد الوطني للشجرة تدريجيًا إلى مناسبة سياسية ».
ولكن الكاتب أيضا يشيد بالوعي المواطني في الحفاظ على هذا المخزون، مذكّرا بالتدابير الوقائية التي اتخذت منذ عهد البايات ( سنة 1853 ) للحفاظ على غابة أشجار « الآكاسيا رديانا » في الحديقة الوطنية ببوهدمة الواقعة في ولاية سيدي بوزيد وهي غابة قديمة تعود إلى ما قبل الصحراء.
كما يذكّر بإنشاء أول محمية طبيعية في تونس سنة 1977 هي زمبرة وزمبريتا. وتزايد عدد المحميات والحدائق الطبيعية الوطنية لتصل اليوم إلى إجمالي 19 محمية موزعة بين محميات وحدائق وطنية تغطي أكثر من 6 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد.
