البث الحي

الاخبار : الاخبار

cache_660x660_Analog_medium_18194262_4226219_08122024

العرض الموسيقي « تخيل » لكريم ثليبي.. رحلة وجودية تعكس صراع الإنسان مع ذاته ومع الآخر

لم تمنع برودة الطقس جمهور الموسيقى من الحضور بكثافة مساء اليوم الأحد بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة ليرتحلوا بمخيّلاتهم إلى عوالم النقاء والطهارة في عرض « تخيل » الذي أبدع في تأليفه الملحن والموزع كريم ثليبي بعد اقتباسه من رواية « غدا… يوم القيامة » للكاتب محسن بن نفيسة، حيث غازل الأدب الموسيقى في رحلة وجدانية ونفسية عميقة بين ثنايا الحياة الإنسانية المليئة بالصراعات.  هذا العرض الذي سجّل أيضا حضور وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، هو عمل موسيقي متكامل من إنتاج مسرح أوبرا تونس، اعتمد فيه كريم ثليبي على معالجة درامية ونفسية للموسيقى، وهو نتاج بحث علمي ومخبري وكتابة اركسترالية معاصرة تحاول رسم مختلف وجهات النظر النفسية لمفهوم الصراع مع الآخر. ولم يقتصر العرض على الألحان الموسيقية المنبعثة من آلات تقليدية كالطبل والناي والبندير، وأخرى غربية كالبيانو والكمنجة، بل عمل مؤلف هذا العمل كريم ثليبي على أن يكون عرضا بصريا متكاملا حيث تلتقي المعزوفات مع أصوات الفنانين ،والكورال مع اللوحة البصرية في الشاشة الخلفية للركح، فكانت المقاطع الموسيقية المقدّمة للجمهور، وعددها 22 مقطعا، رحلة في العوالم الباطنية والنفسية للإنسان وإبراز للوجع الإنساني في رحلته التراجيدية بحثا عن المعنى والكينونة والخلود.

وقد ترجمتها أصوات ومعزوفات الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي ،ومحمد علي شبيل، وعازف الكمان زياد الزواري، وعازف الناي حسين بن ميلود وهادي فاهم ،وصابر رضواني، وسيرين هرابي ،وحمدي الجموسي ،وعازف الإيقاع على الطبل نصر الدين الشبلي، بمرافقة للأوركستر السمفوني التونسي وأصوات أوبرا تونس بقيادة المايسترو محمد بوسلامة، مع مصاحبة لفيلم من بطولة فوزية بدر وإخراج عبد الحميد بوشناق وإخراج ركحي لوليد الدغسني.

ولم يكن عرض « تخيل » رؤية من زاوية واحدة فحسب للصراع بين الإنسان والذات، والإنسان والإنسان، والإنسان والعالم، بل هو عرض قابل للتأويل ومفتوح على العديد من التأويلات النفسية والمعرفية، إذ يستعرض الصراع النفسي بين الذات والآخر سواء كان الآخر جسدا مثقلا بالألم والوجع ،أو موروثا ثقافيا مرهقا قد استكشف كريم ثليبي معه أبعاد الصراع الإنساني في صورته النفسية والجسدية ، فجعلت من الإنسان ذلك الكائن الذي طبعت كينونته وجوهر وجوده تلك المواجهة المستمرة مع نفسه ومع محيطه ويدعو مؤلف هذا العمل الجمهور إلى التفكير بعمق في الذات وفي الوجع الإنساني وعلاقة الإنسان في صراعه مع الآخر، من خلال توظيف الموسيقى كوسيلة للتعبير عن التوترات النفسية والوجودية. وقد أظهر كريم ثليبي حبكة فنية في الربط بين مختلف مقاطع الموسيقى لتكون منسجمة مع العناصر الفرجوية البصرية من ناحية ،ولتكون أيضا رحلة زمنية متكاملة في العالم العقلاني والوجداني للإنسان للتأمل في قضايا الهوية والصراع البشري في مختلف تجلياته.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو