اهتمّت المجلة الثقافية « تراث وإبداع » في عددها العاشر الصادر عن الجمعية التونسية لصيانة المتاحف والمواقع الأثرية « تراث ورعاية »، بالمعالم الأثرية والتراثية التي تزخر بها جزيرة الأحلام جربة، وذلك على أمل تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
هذه المجلة الثقافية الصادرة باللغتين العربية والفرنسية، خصّصت الجزء الأكبر من صفحاتها للتعريف بجربة ومميزاتها المعمارية وبفضاءاتها الأثرية وكذلك بموروثها اللامادي.
وتمحورت أولى المقالات باللغة العربية المدرجة ضمن الملف الخاص بجربة، حول الموقع الاستراتيجي للجزيرة وخصائصه الطبيعية والحضارية، بالإضافة إلى المنظومة القيميّة للأهالي. وقد ورد المقال تحت عنوان « جربة هبة الجزريّة » بقلم محافظ متحف التراث بقلالة جربة الحسين الطبجي.
ويطالع قراء المجلة في صفحتها الثامنة، مقالا للباحث في علوم التراث المنصف بربو يحمل عنوان « من جزيرة القيعان الضحلة إلى جزيرة جربة »، وفيه تطرّق الكاتب إلى التسميات التي عرفتها جربة منذ فجر التاريخ إلى حين قدوم المسلمين. ومن التسميات التي ذكرها الكاتب « القيعان الضحلة » وهي تسمية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، فجزيرة « فاريس » و »جزيرة آكلي اللوتس » و »ميننكس » ثم أخذت إسما جديدا هو « جربة » في القرن الثالث ميلادي.
وكتب الأستاذ فتحي بن معمّر عن الثقافة الأمازيغية لأهالي جربة وعن تراثهم اللامادي المتمثّل في الحفاظ على بعض التسميات الأمازيغية للأشياء كالأماكن والنباتات والأواني الفخارية، فضلا عن العادات والتقاليد التي ينتهجها سكان جربة في حفلات الأعراس والمآتم.
وتتضمن الصفحتان الرابعة عشرة والخامسة عشرة للمجلة تعريفا بالمكتبة البارونية بجربة للكاتب سعيد بن يوسف الباروني. واحتوت الصفحة السادسة عشرة على مقالات وأشعار ذات صلة بالجزيرة.
واهتمت الصفحات باللغة الفرنسية، إلى جانب التراث المادي واللامادي للجزيرة، بتنوع معتقدات الأهالي وهي الإسلام واليهودية والمسيحية، والتعايش السلمي في ما بينهم فضلا عن التنوع الثقافي الذي خلقته هذه الأديان في الجزيرة.
وتطرّقت المجلة في صفحاتها باللغة الفرنسية إلى مبدأ الحق في الثقافة. ونشرت مقالا في الغرض للأستاذ المحاضر بكلية الحقوق بصفاقس وليد قضوم يتحدّث فيه عن الأطر القانونية المتعلّقة بالحق في الثقافة في تونس.
تجدر الإشارة إلى أن المجلة الثقافية « تراث وإبداع » تصدر كل ثلاثة أشهر عن الجمعية التونسية لصيانة المتاحف والمواقع الأثرية « تراث ورعاية ».
وات