أصدر الصحفي والكاتب التونسي عادل الاحمر مؤخرا كتابا جديدا عن دار برسبكتيف للنشر بتونس هو عبارة عن كتابين فى كتاب واحد اختار تقديمه بتقنيات تسويق المنتوجات التجارية 2 فى 1 مع هدية مرافقة تتمثل في مختارات شعرية الكتاب الاول يحمل عنوان مقامات انتقالية والثاني مجموعة أشعار تحت عنوان لبهيم وأمي سيسي في المجلس التأسيسي أما الاضافة المجانية فقد جاءت بعنوان بونيس 10 بالمائة وتضمنت مجموعة أشعار باللهجة العامية التونسية أيضا في المقامات الانتقالية استغل الكاتب عادل الاحمر شخصية عيسى بن هشام راوى مقامات بديع الزمان الهمذاني أول من أنشأ فن المقامات مع تغيير طفيف فجعله هشام بن عيسى كما استعار أيضا بطل مقامات الهمذاني الذى تدور حوله الاحداث وهو أبو الفتح الاسكندرى فجعله أبا السكر الافحندرى وكان عادل الاحمر وفيا لفن المقامة فجاءت حكاياته ممتعة حضر فيها السجع المتناسق والشعر العذب الهادف الذى لا يخلو من الفكاهة والسخرية وبفصاحة تعكس تمكن الكاتب من ناصية اللغة نسج عادل الاحمر 36 مقامة انتقالية عاد من خلالها بالقارى الى أهم و أعجب الاحداث التى تلت ثورة جانفي 2011 وتواصلت الى غاية 2014 ومن خلال هذا الشكل الادبي الكلاسيكي تطرق المؤلف الى مواضيع حداثية تتعلق بكل ما رافق بداية عملية الانتقال الديمقراطي من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية بأسلوب هزلي فرصد النقائص والعيوب وانتقد نفاق السياسيين وحاول التأريخ بأسلوب أدبي طريف لما حدث في المجتمع من قضايا بعضها جدى وبعضها مفتعل ذكر منها طرح مسالة اللائكية والعلمانية في تونس والحملات الانتخابية ومحاولات الاحزاب استقطاب المواطنين بشتى الطرق وكثرة الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية وتعامل المسؤولين ازاءها كما تعرض الى بعض مداولات المجلس التاسيسي وما حصل تحت قبة المجلس من أحداث وأقوال وتصريحات من المضحكات المبكيات بعين الناقد تطرق عادل الاحمر أيضا في مقاماته الى الاعتداءات التي طالت التراث والى رواج الحديث عن قائمات سوداء ومارافقها من لغط قائلا على لسان بطله ان هذه القائمات ستظل في الظلام لان اخراجها الى النور سيزعج حتى الحكام وبقاوها في الخفاء أفضل لكل الانام مضيفا ذاك هو سحر السياسة يحولك من شيطان خبيث الى ملاك رحيم بمجرد أن تعود الى السراط المستقيم سراط الذين على الكراسي جالسون وفي رقاب الناس يتحكمون وحمل الكاتب قارئه في رحلة من المقامة البورقيبية الى الميليشياوية الى البرنوسية والعبدلية مرورا بالمقامة الموزية والزمقتاليةوغيرها مسلطا الضوء على ما حصل في تونس بأسلوب هزلي ناقد لا يخلو من المرارة أحيانا الكتاب الثاني هو عبارة عن مجموعة أشعار تتعلق بالمجلس التأسيسي وقد جاء منقسما الى ثلاثة أجزاء المجلس يتأسس و الدستور يتبسس و النائب يتحسس وهي أشعار تعود بالذاكرة الى أهم العراقيل والحيثيات التي رافقت عملية صياغة الدستور كما نسج عادل الاحمر أشعارا من وحي الاحداث والمناوشات التي حصلت تحت قبة المجلس ومن وحي تصريحات بعض النواب والمسؤولين السياسيين أيضا خارج المجلس وعملا بأساليب التسويق العصرى وإمعانا في التندر والسخرية ذيل الكاتب اصداره بملحق خير ان شاء الله وهو عبارة عن بونيس 10 بالمائة أراده هدية للقراء وقد اقترنت جل مضامينه بمواقف وتصريحات الباجي قائد السبسي عند توليه رئاسة الحكومة المؤقتة فيفرى ديسمبر 2011 كما تعلقت بغلاء المعيشة وبالتركيبات الحكومية المتتالية واختتم هذا الجزء بشعر كتبه في جانفي 2012 وأعرب فيه عن حزنه على تونس وما يحدث فيها معتبرا أن ما حصل في تونس ثورة صغار في عمر النوار كي ولى فيها كراسي فكوها الكبار كتاب عادل الاحمر الذى جمع بين المقامات الانتقالية والشعر الهزلي سيكون مرجعا للمهتمين بالبحث عن المرحلة الانتقالية في تونس ومارافقها من أحداث باعتباره يساعد في التأريخ لتونس الثائرة وما برز في البلاد من ظواهر جديدة بأنماط من التفكير والسلوك فريدة على حد تعبيره.