تحت عنوان » الذكاء الاصطناعي المطبق في الصحية والأخلاق »، افتتح اليوم الثلاثاء، بكلية الطب الحبيب بورقيبة بالمنستير الملتقى الدولي التاسع حول الأخلاقيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تنظمه على إمتداد يومين جامعة المنستير، بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن وجامعة كاليفورنيا سان ديغو والأكاديمية العربية للإدارة وبمشاركة محاضرين حضوريا من تونس والجزائر وعن بعد من الأردن ومصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح رئيس جامعة المنستير كمال شرادة، أنّه بالرغم من ايجابيات الذكاء الاصطناعي يمكن ان يصبح في بعض الأحيان مخيفا ويحتم وضع إطار قيمي وأخلاقي يحدد استعمالاته في القطاع الصحي وفي بقية القطاعات الأخرى للمحافظة على إنسانية الإنسان.
وأفاد شرادة في تصريح لصحفية « وات » أنّ جامعة المنستير، تسمح للطالب باستعمال الذكاء الاصطناعي بطريقة معينة، حيث يعتبر بعض الناشرين أنّ استعمال الذكاء الاصطناعي في إنتاج وتوليد النصوص مخالف للقوانين في حين يمكن اعتماده في تحليل البيانات أو إصلاح الأخطاء النحوية أو في الترجمات مع إعادة كتابة النص بطريقة بشرية، فلا بد أن يكون العمل بشريا والذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتسهيل العمل.
وأضاف أنّ جامعة المنستير وضعت منذ ثلاث سنوات على ذمة الباحثين تطبيقة لاكتشاف الانتحال العلمي واستغلال الذكاء الاصطناعي في إنتاج النصوص.
وأكد الأستاذ العراقي في الصحة العامة بجامعة كاليفرنيا سان ديغو ومدير برنامج أخلاقيات البحث العلمي في الأردن وائل الدليمي، أنّ الذكاء الاصطناعي ثورة ستغير طريقة تعامل البشر في ما بينهم في كلّ جزئية من جزيئات الحياة.، وبيّن أنّ أخلاقيات البحث تؤدي إلى تطوير البحث العلمي باعتبارها تضع أسس البحث والنشر والتعاون العلمي حسب معايير علمية وتدعم ثقة العالم الخارجي في الدولة التي لديها تطوير في هذا المجال .
وأوضح نائب عميد كلية الطب بالمنستير نضال الحاج سالم في تصريح لصحفية « وات » أنّه على غرار قانون ممارسة الطب عن بعد في تونس والذي ينتظر صدور نصوصه الترتيبية، لابّد من سن قانون يحدد مفهوم الذكاء الاصطناعي، ومتى يمكن استعماله وفي أي مجال، والعقوبات التأديبية أو القضائية التي يمكن أن تسلط عند الاستعمال غير الصحيح للذكاء الاصطناعي.
وذكرت الأستاذة المساعدة في الصيدلة السريرية بجامعة علوم الصحية بالجزائر إيمان عمراني، أنّ معايير اعتماد الذكاء الاصطناعي في تحرير المقال العلمي، تختلف من مجلة علمية إلى أخرى، فمنها من تحضره تماما، وأخرى تخول استعماله في تحسين اللغة، أو تسمح باستعماله كأداة مع وجوب التنصيص على ذلك.
وبيّنت الأستاذة المساعدة بالمعهد العالي للبيوتكنولوجيا زهور وناس أنّهم سيطرحون خلال الملتقى، الإشكاليات التي يطرحها استعمال الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة من طب وطب أسنان وصيدلة وفي الأبحاث العلمية الصحية وحدود استعماله علاوة على تبادل الخبرات.
وأكدت الأستاذة المبرزة بكلية الطب بالمنستير منال بن فرج على أهمية نشر أخلاقيات العمل في البحث العلمي الذي يهدف إلى تحسين الصحة والتكفل بالمرضي وبالتالي لابّد من النزاهة العلمية.