مع اقتراب موعد تنظيم مهرجان الصحراء الدولى بدوز فى دورته الثامنة والأربعين التى ستلتئم من 24 الى 27 ديسمبر الجارى باتت الملامح الكبرى لبرنامج هذه الدورة تتوضح لتمازج بين روح المهرجان وطابعه التقليدى الذى يصور عادات البدو فى حلهم وترحالهم من جهة والاخراج المتجدد لتلك اللوحات التى تحتضنها ساحة حنيش سنويا مستقطبة الاف الجماهير من داخل تونس وخارجها.

وأشار مدير الدورة الجديدة شريف بن محمد صباح أن هذه التظاهرة الثقافية الشتوية التى تعود انطلاقتها الى سنة 1910 تظل فى حاجة الى مزيد من الدعم المادى الذى من شأنه اثراءها وتنويع فقراتها حتى تتمكن من مزيد استقطاب عشاق الصحراء وآلاف السياح من كافة أرجاء العالم.

وبين أن المهرجان فى دورته الجديدة يحافظ على لوحاته التقليدية المعروفة على غرار لوحة العرس التقليدى والقافلة والمرحول ولوحة عراك الفحول الى جانب لوحة الصيد بالسلوقى ولوحات المداورى فضلا عن مارطون التحدى للمهارى واستعرضات الفروسية.

وأوضح أن الجديد فى برنامج هذه الدورة هو تقديم ملحمة فرجوية ضخمة بساحة حنيش فى اليوم الافتتاحى للمهرجان ويومه الختامى تحت عنوان  »ثورة الصحراء » وهى عمل من اخراج حافظ خليفة وصياغة الشاعر جمال الصليعى وبمشاركة عدد من الوجوه البارزة فى الساحة الابداعية التونسية على غرار فتحى الهداوى ورضا عبد اللطيف وكمال العلاوى الى جانب دليلة مفتاحى وليلى الشابى بالإضافة الى حوالى 500 مشارك لتجسيد فقرات هذا العمل الملحمى.

ومن جهة أخرى اكد المصدر ذاته ان منظمى هذه الدورة اختاروا الخروج بهذه التظاهرة من فضاءها الزمكانى الضيق لتنطلق عملية الاشهار لها والتعريف بمميزاتها فى العاشر من هذا الشهر وذلك تزامنا مع الاعلان العالمى لحقوق الانسان اضافة الى كونها السنة التى تحصلت فيها تونس على جائزة نوبل للسلام.

وفى هذا الاطار سيتم تنظيم خيمة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تحت شعار  »دوز رسالة حب وسلام » تكون فضاء للتعريف بأبرز فقرات المهرجان فى أيام تنشيطية تهدف الى مزيد استقطاب السياح من داخل البلاد وخارجها لتحافظ هذه التظاهرة على اشعاعها العالمى الذى يؤمن لها سنويا ما بين 20 الف و25 الف متابعا لبرنامجها بساحة حنيش.

كما أشار بن محمد الى أن المهرجان سيحافظ على أحد أهم فقراته وهى العكاضية الشعرية التى ستنتظم طيلة أيام الدورة الجديدة من الساعة العاشرة الى الساعة منتصف النهار بدار الثقافة محمد المرزوقى تحت عنوان  »ايها الشاعر لو  » وهو خيار يرمى الى اطلاق العنان للشعراء من داخل تونس وخارجها للإبداع حسب ما  يعن لهم من تفكير على حد تعبيره لتتجسد مقدرتهم الذهنية والفلسفية فى كتابة قصائدهم مبينا ان اخر اجل لقبول المشاركات فى هذه العكاضية حدد ليوم 10 ديسمبر الجارى.

ومن المنتظر ان تشهد هذه العكاضية مشاركات متميزة لعدد من الشعراء من ليبيا والجزائر على غرار خليفة الخويلدى وعمر الصقر ومسعود الربيعى.
ويتضمن برنامج هذه الدورة من ناحية اخرى عددا من السهرات الفنية من المؤمل ان تشهد مشاركة الفنانة الليبية اسماء سليم والفنان الشعبى وليد التونسى اضافة الى تنظيم عدد من الندوات العلمية والفكرية.