تمازجت عشية يوم الخميس 26 ديسمبر بساحة حنيش التي تعتبر الركح الطبيعي الذى يحتضن لوحات المهرجان الدولي للصحراء بدوز عروض الفروسية مع العرس التقليدى وفقرات المداورى وسباقات المهارى وعراك الفحول في عمل ملحمي للمخرج صالح الصويعي وإنتاج المهرجان في دورته 47 التي تتواصل الى غاية 27 من هذا الشهر وقد استقطب هذه الملحمة الاف الجماهير التي تمتعت لأكثر من ساعتين بجمالية العرض الذى ولئن جدد في طبيعة اخراج الفقرات المميزة لهذه التظاهرة الثقافية إلا انه حافظ على روحها وأصالتها في عمل اطلق عليه صاحبه عنوان »البخنوق » في اشارة الى علاقة هذا اللباس التقليدى المعروف بالبخنوق الذى تتحلى به المرأة في ربوع الجنوب بمعاني المحبة والدفئ والأمومة والانتماء والوطنية وأضاف المصدر ذاته انه رغم اختزال عدد من فقرات هذا العرض نظرا للظروف التي مرت بها الجهة في اليومين الاخيرين إلا انه نجح في رسم مشهد متكامل مازج من جهة بين فقرات المهرجان المعروفة وبين ما يحمله »البخنوق »من رموز مؤكدا ان رمزية البخنوق الذى يظهر في اغلب لوحات العمل تتمثل بالأساس في الدعوة الى نشر المحبة والتاخي وأما العمل الملحمي في حد ذاته فهو بحسب المخرج اختزال لنمط حياة اهالي هذه الربوع في حلهم وترحالهم وبحثهم المتواصل عن مقومات العيش والتعايش مع الطبيعة وبين صالح الصويعي انه جمع في هذه الملحمة قرابة المائتي مودى وعشرات الفرسان وراكبي المهارى الى جانب عدد من الفرق الشعبية والفلكلورية فضلا عن عشرات الاطفال رمز التواصل بين الاجيال ويذكر ان هذا العمل الذى واكبه وزير الثقافة مراد الصكلي وعدد من ضيوف المهرجان من داخل وخارج تونس الى جانب ألاف الجماهير لاقى اعجابا كبيرا من قبل المتابعين الذين راو فيه خروجا عن النمطية المألوفة في العروض التي تعودوا عليها في هذا المهرجان وتقديم جديد لنفس المادة بروية جديدة ساهمت في شد المشاهد الذى لمس ترابطا واضحا في لوحات العرض واستغلالا جيدا للفضاء الشاسع الذى توفره ساحة حنيش اكبر مسارح العالم في الهواء الطلق.