ثلاثة كتب في الرد على الحداد هو اصدار جديد للكاتب والباحث الجامعي فتحي القاسمي جمع فيه ثلاثة كتب لمشائخ الزيتونة بعد مرور 80 سنة على اصدارها وتولى تقديمها والرد على ما جاء فيها بالحجة والدليل .
الكتب الثلاثة هي الحداد على امرأة الحداد للشيخ محمد الصالح بن مراد و سيف الحق على من لا يرى الحق للشيخ عمر البري المدني و شمول الاحكام الشرعية لأول أمة وأخرها للشيخ محمد البشير النيفر.
وقام فتحي القاسمي بتوطئة علمية منهجية قبل تقديم الكتب الثلاثة التي ردت على الحداد بكثير من العنف والشيطنة والانفعالية اعتبرها في حاجة للمراجعة وإعادة النظر .
هذا الاصدار الجديد كما قدمه أستاذ الادب بجامعة منوبة الطاهر بن يحيى خلال لقاء بالعاصمة هو محاولة لتقديم عرض منهجي لمشائخ الزيتونة الذين كتبوا العديد من الردود على أفكار المصلح والنقابي الطاهر الحداد، كما اعتبر الكتاب وثيقة هامة لتعريف القراء بهم وبقدراتهم الذهنية والمعرفية ومضامين كتبهم التي يتحدث البعض عنها دون اطلاع عليها.
ووصف الاستاذ فتحي القاسمي خطاب علماء الزيتونة بأنه أحادى وغير متسامح و فيه الكثير من التهافت وفق تعبيره ، وأرجع تحامل الشيوخ الثلاثة على الحداد لمجموعة من الاسباب منها الحالة النفسية التي كان يمر بها التونسيون عموما في تلك الفترة حيث جاء كتابه الشهير امراتنا في الشريعة والمجتمع بعد أربعة أشهر من تنظيم الموتمر الافخارستي في ماي 1930 ببادرة من سلط الحماية الفرنسية وبالاشتراك مع رجال الكنيسة للتبشير بالمسيحية مما اعتبر اعتداء على المشاعر الدينية للتونسيين.
وبين أن علماء الزيتونة لم يناقشوا أفكار الحداد و لم يجادلوه بالتي هي أحسن فكان اللجوء الى العنف اللفظي بدل الحوار مما تسبب في الشرخ الذى وقع في تاريخ الانتلجنسيا التونسية في فترة ما بين الحربين في وقت كانت فيه تونس في أمس الحاجة للاستفادة من كل مثقف مهما تباينت الاراء .
