في إطار اتفاقية التعاون الدولي المبرمة بين المعهد الوطني للتراث وجامعة تولزا الأمريكية، والهادفة إلى دراسة الاستيطان البشري بمنطقتي شط الجريد ونفطة في ولاية توزر، نجح فريق من الباحثين في إنجاز مهمة ميدانية استغرقت أكثر من أسبوعين (من 12 إلى 31 ديسمبر 2024). وشملت هذه المهمة منطقة تمتد بين شط الجريد وشط غرسة، حيث تم اكتشاف عدة مواقع أثرية ومعالم تاريخية هامة، بالإضافة إلى العثور على لُقى أثرية متنوعة مثل أدوات صوانية وقطع فخارية تعود إلى فترات مختلفة تشمل ما قبل التاريخ وفجر التاريخ والعصر الروماني.
وتشكل هذه الاكتشافات، بحسب ما جاء على الموقع الالكتروني لوزارة الشؤون الثقافية، إضافة قيّمة للبحث الأثري والتاريخي، إذ تسهم في تسليط الضوء على العلاقة التاريخية بين الإنسان والبيئة الصحراوية، وكيفية تفاعله مع التغيرات المناخية التي طرأت على هذه المنطقة عبر العصور.
علاوة على ذلك، ستساهم هذه الاكتشافات التي ستتوسع لتشمل المناطق الحدودية مع الجزائر في تعزيز قاعدة البيانات الخاصة بالخارطة الوطنية للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية. ومن شأن هذا المشروع دعم الباحثين والطلاب والمهتمين بالتراث، وتوفير فهم أعمق وأشمل للثراء الحضاري الذي تزخر به تونس.