« مالوفنا في الذاكرة » افتتحت مساء الخميس بمعلم قصر الرباط الأثري بالمنستير الدورة 4 لربيع عشاق المالوف التي تنظمها جمعية الرشيدية فرع المنستبر بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وتتواصل إلى غاية 23 جوان الجاري ضمن برنامج المنستير مدينة الفن والحضارة .
وأمن سهرة الافتتاح مجموعة ميوزات بقيادة مكرم الأنصاري وبمشاركة الفنّان الجزائري عباس ريغي. وانطلق العرض بسماعي في رصد الذيل ثم ناعورة الطبوع لسيدي محمّد الظريف تلاهما برنامج مشترك جمع بين ألحان الفنّان خميس ترنان في النهاوند وفي السويحلي القسنطيني.
وقدّم المطرب المتميز عبّاس ريغي وصلة في نغمات أندلسية قسنطينية أصيلة نالت الإعجاب وقد علق وجدي مزالي أستاذ الموسيقى وعازف القانون قائلا : إنّ لهذا الفنّان صوت مصقول جدّا ويعتبر تلميذ الفنّان المرحوم طاهر الفرقاني.
وواصل عبّاس ريغي امتاعه للحاضرين بمعلم قصر الرباط مقدما شذرات من وصلات في طبع الرَهَاوِي من المالوف القسنطيني وسلاسل من الطبع الزيداني الذي يسمي في تونس بالإصبعين حسب ما أوضح هذا لفنّان لوات قائلا إنّه فوجئ « بهدوء الجمهور واستماعه للغناء بتركيز كبير، فهو جمهور ذواق ويحب الفنّ الأصيل ».
وتميز العرض بتوزيع موسيقي جديد في مستوى جمع المقاطع الغنائية وفي الفواصل الرابطة بينها علاوة على مشاركة الفنّان الجزائري الذي له مساحة صوتية كبيرة جدّا وهو متمكن من الزخارف واللهجة الخاصة في أداء هذا النمط من الموسيقى بحسب مكرم الانصاري رئيس فرع الرشيدية بالمنستير.
ومن جهته أشار المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير مهدي معط الله الى بدء ترسيخ تقاليد في العمل المشترك بين المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير والجمعيات الثقافية في الجهة التي تنظم تظاهرات كبرى معتبرا أنّ الدورة الرابعة لربيع عشاق المالوف « سجلت انفتاحا على محيطها وعلى الدول المغاربية وهي بصدد التطور من سنة إلى أخرى بفضل جهود القائمين عليها ».
وتقدم مساء الجمعة مجموعة « منشدو التراث » من المنستير والكاف وقابس بقيادة مكرم الأنصاري عرضا موسيقيا يقوم على جمع الموروث المحلي وهو مشروع مدعم من وزارة الشؤون الثقافية والاتحاد الأوروبي.
ويواكب الجمهور في سهرة السبت 22 جوان عرضا لمجموعة كورال الاندلسية ومجموعة الموروث الاندلسي من المغرب بقيادة عبد الحميد السباعي ومحمّد العثماني. وتختتم التظاهرة بحفل موسيقي مغاربي بقيادة مكرم الأنصاري. وبالتوازي مع العروض الموسيقية سيتم لأول مرة في هذا المهرجان تنظيم ورشة في العزف على العود التونسي تنطلق يوم السبت 22 جوان الجاري بدار الشرع بالمنستير مع الأستاذ زياد المهدي إلى جانب بقية الورشات في العزف الجماعي والغناء الجماعي التي يحتضنها بالمركب الثقافي بالمنستير.