« حياة على حافة الصفر » رواية جديدة تمثل الجزء الثاني من « ثلاثية الحياة » للكاتب والصحفي المنجي السعيداني، بعد الجزء الأول الذي صدر العام الماضي تحت عنوان « حياة عميقة ».
هذه الرواية الصادرة عن دار « نحن » للنشر، والواردة في 213 صفحة، تأتي على جانب مهم من تاريخ الحركة الطلابية في تونس، بعيدا عن « التأريخ الجاف للأحداث »، وقد اختار الروائي تناول العديد من الأحداث التي عاشها في صباه والتي امتدت من سنة 1979 إلى غاية 1992 انطلاقا مما عاشه بطل الرواية فارس الهلالي، بعد أن تناول في الجزء الأول من ثلاثيته، أحداثا امتدت من سنة 1965 إلى غاية 1978.
« حياة على حافة الصفر » هي رواية « تسير على عتبات الصفر دون أن تلامسه » وفق الكاتب الذي قال إنها تحتوي على الكثير « من المنعطفات التي طبعت حياته » والتي اختار أن يرويها على لسان بطله، وهي عمل أدبي يجمع بين السيرة الذاتية والكتابة الروائية.
واختار الكاتب أن يخصص لهذا الإصدار تقديما بقلم الأستاذ فرحات عثمان، جاء في شكل قراءة سيكولوجية لنظم الحياة لدى المنجي السعيداني، تناول فيها أسلوب الكتابة لدى هذا الروائي والخصائص الفنية لنصوصه السردية عموما ولهذا الأثر على وجه الخصوص. واعتبر أن كتابة السعيداني « مقاصدية » داعيا القراء إلى « التنبه إلى ما وراء الكلم من معاني خفية ».
ففي هذا الكتاب الذي هو عبارة عن سيرة روائية، يتابع القارئ رحلة فارس الهلالي في الحياة، بدءا من نجاحه في مناظرة « السيزيام » وانتقاله من الريف إلى المدينة ليدرس في المعهد الثانوي، مرورا بكل ما حف هذه التجربة من انتقال السكن في بيت العائلة إلى السكن مع عائلة في بيت قد يكون لأقرباء وقد يكون لأناس لا تربطهم به صلة رحم.
ويغوص الكاتب من خلال قصة بطله في أعماق نفسية فارس الهلالي ابن الريف الذي شكل قدومه الى المدينة وعيا جديدا بالمحيط بما فيه من أشياء وأشخاص، وفسر أسباب تحول ذلك الطفل من شخص مسالم إلى مكشر عن أنيابه « ففي المدينة إما أن تأكل غيرك، وإما أن تكون وليمة سهلة للغرباء » يقول الكاتب على لسان بطله.