أصرت جمعية « جنوب للتراث السينمائي » على إقامة الدورة السادسة من تظاهرة « سينما المتحف » التي انتظمت من 16 إلى 19 أوت الجاري ، بساحة المتحف الأثري بسوسة رغم الإلغاء الذي شمل مجموعة من المهرجانات والتظاهرات الثقافية الدولية والوطنية خلال صائفة 2020 توقيا من إنتشار فيروس « كورونا ».
وأكد المدير الفني لهذه الدورة ونائب جمعية « جنوب للتراث السينمائي » محمد شّلوف في تصريح لـ »وات »، أن هذه التظاهرة مثلت متنفسا ثقافيا وترفيهيا لأهالي الجهة ، وذلك بعد فترة صعبة مرت بها البلاد إثر الحجر الصحي الشامل.
وبين أن الجمعية أجلت في المقابل الدورة 14لـ »ملتقى هرقلة السينمائي » الذي كان من المزمع تنظيمه خلال شهر أوت، محافظة على تنظيم فعاليات « سينما المتحف » التي تعد تظاهرة ناشئة تقام في دورتها السادسة، تهدف إلى تثمين الموروث السينمائي الوطني والإفريقي والعالمي، وفق تعبيره، حيث احتفت في هذه الدورة بمئاوية ولادة المخرج الإيطالي الشهير « فيديريكو فلليني » ومئاوية قدوم 6000 مواطن من « الروس البيض » إلى مدينة بنزرت سنة 1920 ، هربا من تداعيات الثورة البلشيفية.
وأشار محمد شّلوف إلى غياب الضيوف الأجانب في هذه الدورة الاستثنائية التي أقيمت بالتعاون مع جمعيّة الطلبة والمتربصين الأفارقة بتونس وجمعيّة البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة بالإضافة إلى ودادية قدماء معاهد بنزرت وجمعية بنزرت للسينما.
وخصصت هذه التظاهرة يومي 17 و18 أوت الجاري لعروض سينمائية تحت عنوان « سوسة، عاصمة للثقافات الإفريقيّة »، للتعريف بالتراث السينمائي لدول إفريقيا جنوب الصحراء ولتتعرف أيضا فرصة على المقيمين الأفارقة بسوسة.
وتم عرض فيلمين مميزين من ذاكرة السينما الافريقية وهما « يابا » للبركيني ادريسا اوادراوقو و »مونا موتو » للكامروني ديكونغي بيبا.
وتحدث المدير الفني عن مختلف وسائل الدعم التي رصدها المهرجان من قبل شركائه الرسميين ، حيث دعمت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة هذه التظاهرة ، بميزانية تقارب قيمتها 6 آلاف دينار.
وتلقت الجمعية أيضا من المركز الثقافي الإيطالي بتونس مبلغا ماليا قيمته 5 آلاف و500 دينار، في حين لم تتحصل بعد الجمعية على دعمها المالي من الشريك الأساسي لهذه التظاهرة، وهو المركز الوطني للسينما والصورة.
وتقترح تظاهرة « سينما المتحف 2020″ معرض صور تحت عنوان « جوهرة الساحل عبر ذاكرة الصورة » من 16 إلى 31 أوت الجاري ، ليمثل فرصة لاكتشاف ما يقارب المائة صورة مكبّرة لبطاقات بريديّة نادرة لمدينة سوسة، يرجع تاريخها إلى ما بين سنتي 1900 و 1920، تم التحصل عليها من جامع صور التراث التونسي محسن المولهي.