« التجديد في المسرح مآلات الإبداع في ظل استعمال التقنيات الحديثة » هو موضوع ندوة فكرية التأمت يوم الجمعة 29 نوفمبر بالعاصمة ضمن فعاليات الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية.وطرح المشاركون في هذه الندوة جملة من المسائل المرتبطة برهانات المسرح في سياق التطورات التكنولوجية من زاوية نقدية.
وفي كلمتها الافتتاحية أشارت الناقدة فوزية المزي، المنسقة العلمية للندوة، إلى راهنية الموضوع وارتباطه بالسياق الثقافي والسياسي العالمي، مشيرة إلى أن « التجديد الذي يتحدث عنه العالم منذ سنوات لا يمكن التطرق إليه بمعزل عما هو سياسي عالمي وهنا تتساءل كيف لم يتفطن المسرح إلى ذلك؟ »
وتطرقت المزي إلى مسألة التماهي في المسرح بين المعنى الجمالي للعرض المسرحي واللجوء إلى التكنولوجيات الحديثة وهو ما فسرته بإلغاء المسافة التي كانت متوفرة لدى المتفرج وبين ما يعرض على الركح، وبين المتخيل لدى المتفرج. لتخلص إلى أن هذا يتناقض مع ما يسوق له البعض عن كون التكنولوجيا ربطت جسورا بين المتفرج والركح.
وشارك في الجلسة الأولى من هذه الندوة عدد من المسرحيين والباحثين من تونس ومن عديد البلدان العربية وهم أستاذة المسرح المغربية الزهرة براهيم والمسرحي الأردني مؤيد حمزة، والفنانة المسرحية اللبنانية شادية زيتون دوغان والمخرج المسرحي التونسي نزار السعيدي والكاتب والناقد المسرحي حاتم التليلي المحمودي.
ووصف حاتم التليلي المحمودي استعمال التكنولوجيا الحديثة في العمل المسرحي بكونه شكلا من أشكال الإبادة للمسرح الذي يقوم أساسا على الذات البشرية. كما تطرق المتدخلون في هذه الندوة إلى مسألة التبعية الثقافية التي قد يكرسها استعمال التكنولوجيات الحديثة والتي حسب طرحهم وقع فيها العديد من الفاعلين الثقافيين في العالم العربي..
وتم التطرق أيضا إلى مسألة الاختلاف في طبيعة التكنولوجيات إذ يرى المسرحي الأردني مؤيد حمزة أن هناك تكنولوجيات يمكن مسرحتها واستغلالها لخدمة المسرح وأخرى لا يمكن استعمالها مشيرا إلى أن المسرح فن آني وديناميكي وجماعي ولا يمكن للتكنولوجيا أن تفنيه أو تلغي دور الفرد فيه، ولكن ما يشكل خطرا هو استعمال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح موجودا حتى في التطبيقات التي كان يستغلها الفنانون في المونتاج وغيره وأصبح قادرا حتى على تغيير ملامح الفرد بالإضافة إلى إمكانية تدخل الذكاء الاصطناعي في الخيارات الإخراجية للمسرح وهو ما يمكن أن يُنتج تصورات فنية متشابهة وتخلو من البعد الإبداعي.