حوالي 100 نزيل في السجون التونسية سيسجلون حضورهم في الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية (2 – 10 ديسمبر 2023)، وذلك من خلال عرض ثمانية أعمال من إنتاج نوادي المسرح في المؤسسات السجنية.
وتتنزّل هذه العروض التي ستحتضنها دار الثقافة المغاربية ابن خلدون بالعاصمة، في إطار قسم « مسرح الحرية » الذي دأبت على تنظيمه أيام قرطاج المسرحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح منذ سنة 2017.
وأفاد ممثل الهيئة العامة للسجون والإصلاح طارق الفني، أن قسم « مسرح الحرية » لهذا العام، سيضمّ ثمانية أعمال من ضمنها عمل مسرحي نسائي وعمليْن للأطفال الجانحين. وتمّ انتقاء هذه الأعمال من ضمن 14 عرضا من إنتاجات نوادي المسرح في السجون.
ويتسابق على جوائز هذه الدورة نوادي المسرح الناشطة بكلّ من السجن المدني بالمرناقية وبرج العامري وبرج الرومي والهوارب والمهدية وصفاقس والسرس بولاية الكاف، إلى جانب سجن النساء المسعدين، فضلا عن مشاركة الأطفال الجانحين بمركز إصلاح الأطفال الجانحين بسوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.
وتحدّث طارق الفني عن تتويج ثلاثة أعمال بجوائز « أفضل عمل مسرحي » (3 آلاف دينار) وهي جائزة تمنحها إدارة أيام قرطاج المسرحية، إلى جانب الجائزتيْن الثانية (1500 دينار) والثالثة (1000 دينار) وتمنحهما الهيئة العامة للسجون والإصلاح، فضلا عن تكريم مختلف المشاركين بتسليمهم شهائد مشاركة.
وقال طارق الفني إن عديد النوادي السجنية عبّرت عن رغبتها في المشاركة، لكن لم تتمكن من ذلك نظرا لضيق المساحة الزمنية المخصّصة للعروض.
وثمّن هذه التجربة التي هي ثمرة شراكة بين إدارة أيام قرطاج المسرحية والهيئة العامة للسجون والإصلاح، معتبرا أن تونس باتت رائدة في مجال حقوق الإنسان وفي تفعيل حق الثقافة للجميع بما في ذلك نزلاء السجون.
ولفت الفني إلى أن الهيئة العامة للسجون والإصلاح بادرت ببعث عدة نوادي ثقافية في مختلف الاختصاصات بعدد من السجون، وهي تطمح إلى تعميمها على جميع المؤسسات السجنية. كما أكد أن الحركة الثقافية في المؤسسات السجنية نشيطة على مدى العام عبر نوادي السينما والمسرح والمطالعة.
وكانت تجربة العروض المسرحية لنزلاء السجون ضمن قسم « مسرح الحرية » في أيام قرطاج المسرحية، قد انطلقت سنة 2017 بتقديم عرض وحيد خارج القضبان، ثم تطوّر العدد إلى 5 أعمال مسرحية سنة 2018، ليرتفع إلى 11 عرضا خلال دورة 2019 ومثله خلال دورة سنة 2021 ثم بلغت 12 عرضا خلال دورة العام الماضي (2022).