« عالمنا » هو عنوان مسرحية غنائية موجهة للأطفال، ألف كلماتها الشاعر بشير اللقاني ولحنها الأستاذ نجيب المسلماني، فيما تولى المسرحي محمد منير العرقي الإشراف على عملية الإخراج.
يدوم العرض 60 دقيقة ويشارك في أداء الأدوار 57 طفلا من بينهم أطفال « حاملون لإعاقات ذهنية وآخرون يعانون من مرض التوحد » وفق ما ذكره الشاعر بشير اللقاني، مضيفا أن اختيار هؤلاء الأطفال تم بناء على عملية « كاستينغ » تم إجراؤها بعدد من المناطق الشعبية المتاخمة للعاصمة على غرار المنيهلة والملاسين ومقرين .
ويروي هذا العمل المسرحي الغنائي الذي أدت كلماته الغنائية مجموعة كورال البحيرة بتونس، مأساة الطفولة في الوطن العربي، خاصة في ظل أعمال العنف التي برزت مع ما سمي بـ « الربيع العربي »، مما ساهم في تعكير نفسية الطفل العربي وأضحت العناية به اليوم ضرورة لابد منها، بعد أن غزت مشاهد العنف والحروب شاشات التلفزيون.
ووفق مقتطفات من مسرحية « عالمنا » التي تم بثها في ندوة صحفية عقدت صباح الخميس بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة، أدت المجموعة المشاركة في هذا العمل لوحات تعبيرية راقصة، تجسد رفض الطفولة للأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة في عدد من المناطق العربية.
كما عبرت المجموعة أيضا عن الآلام التي تسكن الطفل العربي وخاصة بعدد من الدول التي تشهد نزاعات مسلحة، لتلفت اهتمام أصحاب القرار في هذه الدول بوقف الحروب والدعوة للسلام لإنقاذ الإنسانية ووقف الجرائم التي ترتكب في حقها.
ويعلق الأطفال في المسرحية آمالهم على بناء عالم متحد تجمعه قيم إنسانية كونية قائمة على الحب والتآخي والوئام بين الشعوب… عالم متغير قوامه السلام.
وشدد الشاعر بشير اللقاني على أن هذا العمل، ممنوع على الأطفال دون سن 12، رغم أنه موجه بالأساس للأطفال وأثثته مجموعة من الأطفال، وقد فسر هذا الحظر على الأطفال ما دون سن 12، باحتواء المسرحية على بعض مشاهد العنف.
وبين أن كلمات أغاني المسرحية، استمدت من مجلة حماية الطفولة « حتى تكون وفية في مضمونها للجانب الحقوقي للطفل »، مضيفا أن العمل تجري حاليا ترجمته إلى اللغتين الأنقليزية والفرنسية لـ « إيماننا أن القضية دولية وليست عربية فقط » وفق تعبيره.
وتحدث الملحن نجيب المسلماني، وهو أيضا منتج هذا العمل، عن الظروف التي رافقت إنتاج هذا العمل، بدءًا بالإمكانيات المالية المحدودة رغم تلقيه دعما ماليا بقيمة 100 ألف دينار من وزارة الشؤون الثقافية، إلى ظروف التمارين التي استغرقت 9 أشهر، وتكفل الشركة المنتجة بتنقلات الأطفال من مكان التمارين إلى مقرات سكناهم بضواحي العاصمة.
وقال المسلماني: « وردت علينا مقترحات للقيام بعروض من ثلاث دول عربية هي المغرب والجزائر وفلسطين، وننتظر تأكيد تاريخ القيام بهذه العروض »، وأضاف: « نأمل أن تتاح لنا فرص عرضه خارج الوطن العربي لأهمية القضية المطروحة في العمل.
وات